أردوغان في البيت الأبيض.. هل يقترب من صفقة إف-35 "تاريخية" مع واشنطن؟

يستضيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض يوم الخميس، في زيارة يأمل الزعيم التركي من خلالها استغلال أفضل العلاقات الثنائية بين البلدين منذ سنوات لإقناع واشنطن برفع العقوبات والسماح لتركيا بشراء طائرات إف-35 المقاتلة.
أول زيارة منذ ست سنوات وسط طموحات اقتصادية وعسكرية
تعد هذه الزيارة الأولى لأردوغان للبيت الأبيض منذ نحو ست سنوات، وتأتي في وقت تحرص فيه أنقرة على الاستفادة من إدارة ترامب، التي تُعرف بتفضيلها صفقات الأسلحة الكبرى واتفاقيات التجارة المكثفة. ومن المتوقع أن يمهد اجتماع الخميس الطريق أمام تركيا لعقد عدة اتفاقيات اقتصادية بدءًا من الطائرات المقاتلة من شركة لوكهيد مارتن وطائرات بوينج، وصولًا إلى الغاز الطبيعي المسال، بقيمة تقدّر بأكثر من 50 مليار دولار، وفق مسؤولين أتراك طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
إدارة بايدن مقابل إدارة ترامب: سياقات مختلفة
أبقت إدارة الرئيس السابق جو بايدن تركيا جزئيًا بعيدًا عنها بسبب ما اعتبرته علاقات وثيقة بين أنقرة وموسكو، في المقابل، تنظر إدارة ترامب بمزيد من الإيجابية إلى روسيا، وتتمتع بعلاقات شخصية أقوى مع أردوغان، ما يفتح الطريق أمام تحسن العلاقات الثنائية.
ملفات خلافية وتقاطعات استراتيجية
رغم التوتر الذي كان يميز علاقة ترامب وأردوغان خلال الولاية الأولى للرئيس الجمهوري، شهدت العلاقات مؤخرًا تقاربًا في المصالح، خصوصًا في سوريا، حيث تدعم الولايات المتحدة وتركيا الحكومة المؤقتة بشكل قوي.
لكن الخلافات لا تزال قائمة بشأن الحرب الإسرائيلية في غزة، التي تصفها أنقرة بالإبادة الجماعية، وهو ما يمثل ورقة ضغط محتملة في المحادثات المرتقبة في المكتب البيضاوي. وفي خطابه أمام الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، قال أردوغان إن "أي شخص يفشل في التحدث واتخاذ موقف ضد الوحشية في غزة يتحمل المسؤولية عن هذه الفظائع".
صفقات الدفاع والطائرات المقاتلة محور اللقاء
يرى أردوغان في الاجتماع فرصة لإعادة ضبط العلاقات التي توترت بسبب مشتريات تركيا من الأسلحة الروسية، والخلافات الدبلوماسية، والرسوم الجمركية . ولا تزال تركيا تعتمد على الدعم العسكري والدبلوماسي الأمريكي لتعزيز نفوذها الإقليمي. وقد انعكست توقعات تحسن العلاقات إيجابيًا على الأسواق التركية، حيث ارتفعت الأسهم منذ إعلان زيارة أردوغان.
وأكد تيمور سويلمز، السفير التركي السابق،الذي يتمتع بخبرة في العلاقات التركية الأميركية أن "شراء طائرات إف-35 ليس مستبعدًا، شريطة توافر الإرادة السياسية لدى الجانبين وصياغة إطار عمل يعالج جميع القضايا المعروفة". وقال ترامب قبيل الاجتماع إنه يتوقع أن تنتهي محادثات إف-35 "بشكل إيجابي".
ملفات إضافية على طاولة النقاش
سيتركز النقاش خلال الاجتماع على صناعة الدفاع، بما في ذلك مفاوضات شراء 40 طائرة إف-16، إلى جانب القضايا الإقليمية والطاقة والتجارة.
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن أعدت في الأيام الأخيرة بيان نوايا "وهي وثيقة تستخدم لتسهيل المحادثات" لعدة صفقات إلى تركيا، بما في ذلك طائرات إف-16 الحديثة، مع طلب تركيا لمعدات متطورة وتعديلات تزيد من تكلفة الطائرات. أما طائرات إف-35، فقد حُذفت من مسودة البيان بسبب القيود القانونية المتعلقة بامتلاك تركيا لمنظومات إس-400 الروسية، التي رفضت أنقرة التخلي عنها.
تعزيز القوة الجوية التركية
تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي، تسعى لتعزيز قوتها الجوية لمواجهة ما تعتبره تهديدات متزايدة في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، مع تقارب جغرافي مع روسيا وأوكرانيا.
Today