حزب الله يتحدى خصومه ويضيء صخرة الروشة بصورة نصرالله .. وسلام غاضبًا: "سنوقف منظمي التحرك"

كان التجمع رسالة واضحة للخصوم السياسيين للحزب، وللحكومة اللبنانية على حد سواء، ورئيسها نوّاف سلام، الذين يدفعون في ظل دعم أمريكي لنزع سلاح الجماعة، وقد عارضوا إضاءة صخرة الروشة سابقًا، بوصفها حركة "استفزازية" و"لا تعكس صورة لبنان" وانتماءاته المتعددة.
وعلى وقع هتافات "شيعة شيعة" و"أبو هادي" في إشارة إلى نصرالله، تفاعل الحضور مع صورة الأمينين العامين للحزب نصر الله وهاشم صفي الدين على المعلم السياحي البارز، والتي أُرفقت بمرثيات لهما ومقاطع صوتية من خطابات سابقة لنصر الله يقول فيها: "إن لبنان هذا لن يكون أمريكيا أو إسرائيليا".
رسالة للشارع السني
كما كان لافتًا عرض صور لنصر الله تجمعه بزعماء سياسيين بارزين للطائفة السنية، مثل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ونجله سعد الحريري، مع توجيه القيمين على النشاط تحية أيضًا لرئيس الوزراء الراحل سليم الحص، في خطوة فسّرت بأنها محاولة لمغازلة الشارع السني، الذي حضر بعضه الفعالية، وإيصال رسالة لرئيس الحكومة الحالي بأنه "لا يمثّل جميع السنة في لبنان"، أو المزاج السني الذي لا يزال في أغلبه رافضًا لعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل.
سلام يتوعّد بالمحاسبة
بدوره، أدان رئيس الحكومة اللبنانية الفعالية، قائلًا في بيان نشره على منصة "إكس": إن ما حصل اليوم في منطقة الروشة يشكل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة المعطاة من قبل محافظ مدينة بيروت لمنظّمي التحرك، الذي على أساسه صدر الإذن بالتجمع، والذي نصّ بوضوح على "عدم إنارة صخرة الروشة مطلقًا، لا من البر ولا من البحر أو من الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها".
وتابع: "وعليه، اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة، بما فيها توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم إنفاذًا للقوانين المرعية الإجراء. وغني عن القول إن هذا يشكل انقلابًا على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلبًا على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها. هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، بل يزيدنا إصرارًا على تحقيق هذا الواجب الوطني".
موقف سلام معروف مسبقًا
في وقت سابق، وبعد إعلان حزب الله عن نيته بإضاءة صخرة الروشة ضمن فعاليات إحياء ذكرى اغتيال نصر الله في أيلول الماضي، أصدر سلام "تعميماً إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة"، مشيرًا إلى أنه "طالب فيه بالتشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة".
ومع إصرار حزب الله على التجمع وإضاءة الصخرة، يمكن القول إن المسألة خرجت عن كونها وقفة رمزية، بل تحوّلت إلى مقارعة سياسية بين جهتين تحاولان القول إن لهما اليد العليا في البلد.
تفاعل رواد مواقع التواصل
وكحال أي حدث في لبنان، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متباين مع الفعالية، إذ نشر بعضهم تعليقات ساخرة مثل: "فشلت الحكومة في حصر الضوء"، في إشارة إلى خطتها بشأن نزع سلاح الحزب.
وعبّر آخرون عن محبتهم لنصر الله بالقول: "كيف لصخرة أن تحمل جبلًا" أو "الروشة بأبهى حلتها"، فيما أبدى البعض غضبه من الحادثة قائلًا: "أضيئت الروشة بأبشع صورة فسقطت الجمهورية اللبنانية".
Today