ماذا قصد هيغسث بعبارة "وزارة ووك"؟ وما أصل هذا المصطلح؟

حاليًا، يُعتبر مصطلح "ووك" من أهم المصطلحات في تاريخ السياسة الأمريكية المعاصرة، إذ تطورت هذه الكلمة حتى أصبحت عبارة ساخرة في يد المحافظين لمهاجمة النخبة الليبرالية ومواقفها وأفكارها "المتحررة".
لكن في الأصل، كان استخدام كلمة "ووك" أي "استيقظت" محصورًا بالأمريكيين الأفارقة، الذين تداولوها للتعبير عن الوعي بالعنصرية والظلم والامتيازات أو التهديدات من قبل المتطرفين البيض.
ويُرجع بعض المؤرخين استخدام الكلمة إلى مجموعة خطب ومقالات في عام 1923 للناشط القومي الأسود ماركوس غارفي، الذي كتب: “استيقظي إثيوبيا! استيقظي أفريقيا!”.
كما ظهرت إشارة أخرى للمصطلح في أغنية صدرت عام 1938 بعنوان “Scottsboro Boys” لفنان البلوز ليد بيلي، الذي حذر فيها الشباب السود من الظلم ودعاهم إلى البقاء يقظين.
كما ظهر المصطلح مرة أخرى في مقال عام 1962 للروائي ويليام ميلفن كيلي في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان: “If You’re Woke, You Dig It”.
أما المغنية وكاتبة الأغاني إريكا بادو، فكررت عبارة “I stay woke” أكثر من مرة في ألبومها عام 2008 “New Amerykah: Part One”. وأصبح استخدام الكلمة شائعًا بعد حادثة إطلاق النار على الشاب الأسود غير المسلح مايكل براون عام 2014 الذي قتل على يد شرطي في فيرغسون، ميزوري، لتصبح شعارًا لحركة حياة السود مهمة (Black Lives Matter). كما تبناها بعض الليبراليين البيض لإظهار دعمهم.
كيف تطورت الكلمة؟
في العقد الماضي، بدأ الكلمة تستخدم بشكل سلبي من قبل جهات من الحزب الجمهوري والديمقراطي لوصف القيم الليبرالية أو ما يعتبرونه محتوى مبالغًا فيه من ناحية "الصوابية السياسية المفرطة"، أي المبالغة في مراعاة مشاعر الآخرين بطريقة غير واقعية أو متطرفة.
ويعتقد بعض المحافظين أن كلمة “woke” أصبحت فارغة من المعنى، وأن السياسيين الذين يدعون دعم التنوع والشمولية لم يقدموا الكثير للسود.
إدارة ترامب والكلمة
بعد تولي دونالد ترامب السلطة، تكررت كلمة "ووك" داخل إدارته أكثر من مرة، من بينها عندما تعهّد بمراجعة محتوى مؤسسة سميثسونيان باعتباره “ووك”، مشيرًا إلى أن المؤسسة تركز على إبراز مشاكل أمريكا والعنصرية.
وفي بداية العام الجاري، أعلن حاكم تكساس غريغ أبوت في خطابه السنوي أن الحكومة ستمنع “أجندات ووك” من الوصول إلى الجامعات والمدارس، بما في ذلك تلك المتعلقة بالنوع الاجتماعي (الهوية الجندرية).
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن: "أمريكا لم تعد 'مستيقظة' تحت قيادة الرئيس ترامب. كلمة 'ووك' تمثل إيديولوجيات راديكالية تُستخدم لتقسيم الشعب الأمريكي وإلحاق الضرر ببلدنا."
ومع أن كلمة "woke" لم تعد جزءًا من اللغة اليومية للسود، وغالبًا ما تُستخدم في سياق المزاح، إلا أن بعض التقدميين يحاولون إعادة استعمالها، مثل الممثلة والناشطة الحاصلة على الأوسكار جين فوندا، التي قالت عند استلامها جائزة الإنجاز العمرية: “Woke يعني فقط أن تهتم بالآخرين”.
Yesterday