قتيلان في احتجاجات "جيل زد" بالمغرب مع اتساع رقعة التظاهرات وتصاعد الغضب الشعبي

قالت الشرطة المغربية إنها أطلقت النار في بلدة القليعة جنوب البلاد "دفاعاً عن النفس"، ما أدى إلى مقتل شخصين، بحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس" (AP).
أول القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات
الضحايا في القليعة، الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب العاصمة الرباط، كانوا أول قتلى منذ انطلاق موجة الغضب الشعبي ضد أوضاع الخدمات العامة والإنفاق الحكومي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية المغربية (MAP) عن السلطات المحلية قولها إن القتيلين كانا من "المشاغبين" الذين حاولوا الاستيلاء على أسلحة الشرطة، فيما لم تؤكد أي شهادات عيان هذه الرواية.
حركة احتجاجية بلا قيادة
الاحتجاجات، التي يقودها شبان عبر منصات التواصل الاجتماعي وتوصف بأنها "انتفاضة جيل زد"، تعد من الأوسع في المغرب منذ سنوات.
وبحلول منتصف الأسبوع، امتدت إلى مدن جديدة رغم غياب التراخيص الرسمية.
المشاركون رفعوا شعارات ضد الفساد، وقارنوا بين مليارات الاستثمارات المخصصة للتحضير لكأس العالم 2030 وبين النقص الحاد في تمويل المدارس والمستشفيات.
تصاعد العنف وأعمال التخريب
مع حلول مساء الأربعاء، شهدت مدن عدة أعمال عنف واسعة، بعد أيام من الاعتقالات الجماعية في أكثر من 12 مدينة.
وفي مدينة سلا القريبة من الرباط، أحرق مئات الشبان، معظمهم مراهقون، سيارات ومتاجر وبنوك، وقاموا بتكسير النوافذ ونفذوا بعمليات نهب، بينما غابت الشرطة عن المشهد، بحسب "أسوشييتد برس".
جاء ذلك رغم دعوات السلطات والأحزاب السياسية وحتى الداعين للتظاهرات عبر مواقع التواصل إلى التزام السلمية.
فقد نشر "حراك جيل زد 212" بيانًا عبر منصة "ديسكورد" حث فيه المتظاهرين على عدم الانجرار إلى العنف، وندد بما وصفه "النهج الأمني القمعي".
احتجاجات في مناطق مهمشة
تصاعدت حدة الغضب خاصة في المناطق البعيدة عن جهود التنمية الحكومية.
فقد أظهرت تسجيلات محلية من مدن في الجنوب والشرق، مثل إنزكان وآيت عميرة، متظاهرين يرشقون الحجارة ويضرمون النار في مركبات.
وفي وجدة، كبرى مدن الشرق، أصيب شخص بعد أن صدمت مركبة شرطة مجموعة من المحتجين، بحسب منظمات حقوقية محلية ووكالة "ماب" الرسمية.
موقف السلطات والإحصاءات الرسمية
أصدرت وزارة الداخلية المغربية أول بيان لها منذ بداية الاحتجاجات السبت، قالت فيه إن المظاهرات غير مرخصة وتم التعامل معها "وفق القانون". وأكدت اعتقال 409 أشخاص، بينما أُصيب 263 من عناصر الأمن، وتضررت 142 آلية تابعة لهم، إضافة إلى 20 سيارة خاصة، كما أصيب 23 مدنيًا.
الاعتقالات تثير المزيد من الغضب
قال فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في وجدة إن 37 شخصًا اعتقلوا الاثنين، بينهم ستة قُصَّر، مثلوا أمام المحكمة الأربعاء.
وتحدثت المنظمة عن أكثر من ألف معتقل منذ بدء الاحتجاجات، بينهم من تم توقيفهم خلال مقابلات متلفزة مباشرة أو عبر رجال أمن بملابس مدنية.
من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية، عبر مكتبها الإقليمي، السلطات المغربية إلى الاستماع لمطالب الشباب ومعالجة قضايا الفساد وضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
صدى إقليمي ودولي
وصفت الاحتجاجات في المغرب بأنها امتداد لموجة عالمية يقودها جيل الشباب، على غرار ما يجري في دول مثل نيبال ومدغشقر.
وقد ركز المتظاهرون على تردي أوضاع المستشفيات والمدارس، ورفعوا شعارات من قبيل: "الملاعب موجودة، لكن أين المستشفيات؟". كما تحولت وفاة ثماني نساء في مستشفى عمومي بأكادير مؤخرًا إلى رمز للتدهور الحاد في القطاع الصحي.
تفاعل على وسائل التواصل ودعم رموز فنية ورياضية
الحركة التي انطلقت من تطبيقات مثل "تيك توك" و"ديسكورد"، تحظى بدعم متزايد على الإنترنت. وانضم إليها لاعب المنتخب المغربي ياسين بونو، إلى جانب مغني الراب الشهير "إل غراندي طوطو"، اللذان عبّرا عن تضامن مع مطالب المحتجين.
رد الحكومة والبرلمان
نفى مسؤولون حكوميون أن تكون الاستعدادات لكأس العالم على حساب البنية التحتية الصحية، مشيرين إلى أن مشكلات القطاع موروثة من حكومات سابقة.
وأعلن الائتلاف الحاكم في البرلمان أنه سيعقد اجتماعًا برئاسة رئيس الوزراء عزيز أخنوش يوم الخميس، لمناقشة إصلاحات مرتبطة بالقطاع الصحي والمستشفيات.
Today