تصعيد إسرائيلي يسبق جلسة الحكومة: قتيلان في استهداف سيارة جنوب لبنان وغارات عنيفة على البقاع

نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات متتالية في البقاع الشمالي، مستخدمةً أكثر من ستة صواريخ موجهة. وتزامن هذا القصف مع هجومٍ آخر نفذته طائرة إسرائيلية مسيّرة على سيارة في بلدة زبدين بالنبطية جنوب لبنان، أسفر عن مقتل زوجين لبنانيين.
وأوضح مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة العامة في لبنان أن الطائرة المسيّرة استهدفت السيارة على طريق زبدين، ما أدى إلى مقتل حسن عطوي، الذي كان قد فقد بصره في تفجيرات البيجر، وزوجته زينب رسلان التي كانت تقود السيارة لحظة الاستهداف، فيما أُصيب شخص ثالث بجروح.
وانتشر على مواقع التواصل مقطعٌ مصورٌ يوثّق لحظة الاستهداف، أظهر دقة الضربة الإسرائيلية التي أصابت السيارة مباشرة.
إسرائيل: استهداف "معسكرات الرضوان"
زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس” أن سلاح الجو شنّ غاراتٍ على "أهدافٍ إرهابية" تابعة لـ"حزب الله" في منطقة البقاع، بينها معسكرات تدريب لوحدة قوة الرضوان، قال إنها تُستخدم لتدريب عناصر الحزب على "إطلاق النار واستخدام الأسلحة المختلفة"، ولتخطيط وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
وأضاف أدرعي أن هذه الأنشطة "تشكل انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديدًا لأمن دولة إسرائيل" وفق قوله، مشيرًا إلى أن الجيش "سيواصل العمل لإزالة أي تهديد".
جلسة حكومية على وقع التصعيد
جاءت غارات الدولة العبرية قبل وقت وجيز من انعقاد جلسة مجلس الوزراء اللبناني في قصر بعبدا برئاسة العماد جوزيف عون، وبحضور رئيس الحكومة نواف سلام، لبحث جدول أعمالٍ يتضمن عشرة بنود أبرزها تقرير الجيش اللبناني حول الوضع الميداني جنوب نهر الليطاني.
ويتناول التقرير ما نُفذ حتى الآن من خطة الانتشار وضبط السلاح في المنطقة، إلى جانب العقبات التي تعيق الاستكمال الكامل للتنفيذ وفق مقتضيات وقف إطلاق النار.
وكانت الحكومة اللبنانية قد قررت في آب/ أغسطس الماضي حصر السلاح بيد الجيش والأجهزة الأمنية تحت ضغطٍ أمريكي وتهديدات إسرائيلية بتوسيع هجماتها، فيما وضع الجيش في أيلول/ سبتمبر خطةً لتطبيق هذا القرار.
خروقات مستمرة
رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 برعاية أمريكية، تواصل إسرائيل تنفيذ غاراتٍ على مواقع تزعم أنها تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، كما أبقت قواتها في خمسة مواقع داخل الأراضي اللبنانية: تلة الحمامص، تلة العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والعزية، مبررةً ذلك بـ"أهميتها الاستراتيجية في عمليات الرصد والمراقبة".
ووفق آخر تقريرٍ صادرٍ عن الجيش اللبناني، فقد تجاوز عدد الخروقات الإسرائيلية 4500 خرقٍ منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، شملت خروقًا برية وبحرية وجوية واعتداءاتٍ على سكان القرى الحدودية، بينها إطلاق قنابل حارقة وتفجير منازل.
وهكذا، يبدو الجنوب اللبناني عالقًا بين نار الغارات الإسرائيلية المتواصلة وضغوطٍ دوليةٍ لإعادة فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها. وبينما تتحدث إسرائيل عن "إزالة التهديدات"، يحذّر الجيش اللبناني من أن استمرار الاعتداءات يعرقل تنفيذ خطته جنوب الليطاني ويقوّض أي استقرارٍ ممكن في المنطقة.
Today