"هذه الشهادات الاستثنائية ثمرة جهودهم".. البابا ليو الرابع عشر يُشيد بعمل الصحفيين في غزة وأوكرانيا

لم يكن الخطاب، الذي ألقاه البابا يوم الخميس أمام مسؤولي وكالات الأنباء الأعضاء في منظمة "مايندز إنترناشونال" (MINDS International)، مجرّد رسالة، بل إعلان عن موقفٍ سياسيّ وأخلاقيّ.
شدّد أول بابا أمريكي في التاريخ على أنه لا يمكن اعتبار عمل الصحفيين "جريمة"، بل حقًّا وركيزةً تدعم بناء مجتمعاتنا. ودعا إلى الإفراج الفوري عن الصحفيين المسجونين في مختلف أنحاء العالم.
وقال البابا في دفاعه عن دور الإعلاميين: "إذا كنا نعرف اليوم ما يحدث في غزّة وأوكرانيا وسائر الأراضي، فإنّ الفضل في ذلك يعود إليهم إلى حدٍّ كبير. هذه الشهادات الاستثنائية هي ثمرة الجهود اليومية لعددٍ لا يُحصى من الأشخاص الذين يعملون لضمان ألّا تُستغلّ المعلومات لتحقيق أهدافٍ تتعارض مع الحقيقة وكرامة الإنسان".
وفي خطابه أمام ممثلي وكالات الأنباء، شدّد على أن مسؤولية الإعلام في هذا العصر تتجاوز نقل الأخبار إلى الدفاع عن جوهر الحقيقة نفسها، قائلاً: "بعملكم الدؤوب والدقيق، يمكنكم أن تكونوا حاجزًا في وجه أولئك الذين يسعون، من خلال فنّ الكذب، إلى خلق الانقسامات من أجل الحكم بالتفرقة".
التحديات في زمن الذكاء الاصطناعي
حمل الخطاب أيضًا تحذيرًا واضحًا من التحديات الجديدة التي تواجه الصحافة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والضغوط الاقتصادية التي تهدّد بقاء المؤسسات الإعلامية، إضافةً إلى تزايد عجز الجمهور عن التمييز بين الحقيقة والكذب.
وقال البابا مخاطبًا الحاضرين: "أحثّكم على ألا تبيعوا سلطتكم أبدًا!"، مستشهدًا بكتاب "أسس التوتاليتارية" للفيلسوفة حنّة آرندت، ليذكّر بأن "الشخص المثالي لحكمٍ شمولي ليس النازيّ المقتنع ولا الشيوعيّ المقتنع، بل أولئك الذين فقدوا القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال، وبين الصواب والخطأ".
ومنذ تولّيه السدّة البابوية قبل خمسة أشهر، حافظ البابا المولود في شيكاغو على نهجه الثابت في الدفاع عن حرية الصحافة. وفي أول لقاء له مع الإعلاميين بعد انتخابه، دعا إلى الإفراج عن الصحفيين المعتقلين وأكّد على "الهدية الثمينة المتمثّلة بحرية التعبير والصحافة".
Yesterday