زلزالان قويان يضربان جنوب الفلبين ويوقعان ما لا يقل عن 7 قتلى

بعد أقل من أسبوعين على الزلزال الذي دمّر أجزاء من وسط الفلبين وأودى بحياة العشرات، عاشت البلاد مجددًا ساعات من الرعب، حين ضرب زلزالان قويان جنوبها بفارق ساعات قليلة يوم الجمعة 10 تشرين الأول/أكتوبر ، مخلّفًا سبعة قتلى على الأقل في حصيلة أولية
زلزالان متتاليان يهزان الجنوب
الزلزال الأول، الذي بلغت قوته 7.4 درجات، وقع قبالة سواحل مقاطعة دافاو أورينتال، فاهتزت الأرض بشدة، وتشققت الجدران، وسقطت قطع من الأسقف على رؤوس السكان الذين هرعوا مذعورين إلى الشوارع. في دقائق قليلة، تحوّل الليل إلى مشهد من الفوضى والصراخ، فيما هرعت العائلات إلى التلال خوفًا من تسونامي بعد التحذير الأولي الذي أطلقته السلطات.
أما الزلزال الثاني، الذي بلغت قوته 6.8 درجات، فقد وقع بعد ساعات قليلة في المنطقة نفسها، ليضاعف الخوف بين الناس الذين لم يكدوا يلتقطون أنفاسهم.
وقال مدير المعهد الفلبيني لعلم البراكين والزلازل، تيريسيتو باكولكول، إن ما حدث يُعرف علميًا باسم "الزلزال المزدوج"، أي وقوع هزتين قويتين في منطقة واحدة بفارق زمني قصير، ناتجتين عن حركة في الصدع المعروف باسم خندق الفلبين.
ليلة من الرعب
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن جون سافيدرا، أحد مسؤولي إدارة الكوارث، روايته حول ما عاشه خلال الزلزال قائلًا: "كنت أقود سيارتي عندما بدأت الأرض تهتز، رأيت أسلاك الكهرباء تتأرجح، والناس يركضون في الشوارع وهم يصرخون. لم أشهد شيئًا كهذا في حياتي".
في تلك الليلة، نام كثير من السكان في العراء، خوفًا من عودة الهزات، بينما كانت فرق الإنقاذ تتنقل بين القرى المتضررة بحثًا عن ناجين.
ضحايا ومنازل مهدمة
في قرية لتعدين الذهب بمقاطعة دافاو دي أورو، طمر انهيار أرضي ثلاثة من السكان أحياءً، فيما تمكن متطوعون من إنقاذ آخرين مصابين بجروح.
وفي مدينة دافاو، سقط أحد السكان جراء الحطام، وتوفي مريضان في أحد المستشفيات بنوبات قلبية أثناء الزلزال.
أما المدارس، فقد تحولت إلى نقاط إيواء طارئة. أكثر من خمسين طالبًا نُقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بكدمات أو أغمي عليهم بسبب شدة الهزة.
الرئيس ماركوس يتابع الوضع
أعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن أن فرق الإنقاذ في طريقها إلى المناطق المتضررة، مؤكدًا أن الحكومة ستوفر المساعدات العاجلة للناجين.
وقال ماركوس في بيان إن الأولوية الآن هي "إنقاذ الأرواح، وتقديم الدعم النفسي والمادي للعائلات التي فقدت منازلها أو أحبّاءها".
تحذير مؤقت من تسونامي
أثار الزلزال الأول تحذيرًا من تسونامي أجبر آلاف السكان في ست مقاطعات ساحلية على الفرار إلى المرتفعات.
لكن بعد ساعتين، رفعت السلطات التحذير بعدما تبيّن أن الموجات كانت صغيرة، لم يتجاوز ارتفاعها بضع عشرات من السنتيمترات.
قال باكولكول: "كنا نخشى الأسوأ، لكنّ البحر ظل هادئًا نسبيًا هذه المرة."
زلزال مدمر قبل أقل من أسبوعين
تأتي هذه المأساة الجديدة بينما لم تتعافَ الفلبين بعد من زلزال 30 أيلول/سبتمبر الذي بلغت قوته 6.9 درجات، وأودى بحياة أكثر من 70 شخصًا في مقاطعة سيبو وخلف أكثر من 70 الف متضرر.
الفلبين تقع على ما يُعرف بـ "حلقة النار في المحيط الهادئ"، وهي من أكثر مناطق العالم عرضة للزلازل والبراكين والعواصف.
في كل عام، يواجه سكان الأرخبيل نحو 20 إعصارًا وزلزالًا متفاوت الشدة.
Yesterday