بعد إعلان قائد التمرد العسكري توليه الرئاسة.. الاتحاد الإفريقي يعلّق عضوية مدغشقر

قرر الاتحاد الإفريقي الأربعاء تعليق عضوية مدغشقر من مؤسساته "بمفعول فوري".
وأوضح الاتحاد في بيانه أن القرار يأتي التزامًا بموقفه الثابت الرافض لأي تغييرات غير دستورية في الحكم داخل القارة.
وفي وقت سابق اليوم أعلن العقيد مايكل راندرياني رينا، زعيم التمرد العسكري في مدغشقر، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أنه يتولى منصب الرئيس مؤقتًا، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة ستدير شؤون البلاد لمدة تتراوح بين 18 شهرًا وسنتين قبل إجراء أي انتخابات جديدة.
وأشار راندرياني رينا، الذي قاد تمردًا أطاح بالرئيس أندري راجولينا، إلى أنه من المتوقع أن يؤدي القسم رسميًا خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا في حديثه مع الوكالة: "سنظل هنا على الأقل 18 شهرًا، ولا يزيد الأمر عن سنتين".
انطلاق الانتفاضة الشبابية وانضمام الجيش
جاء إعلان راندرياني رينا بعد أسابيع من احتجاجات واسعة قادها شباب يطلقون على أنفسهم اسم "جيل زد مدغشقر"، مطالبين بحكومة أكثر كفاءة وفرص اقتصادية أفضل في بلد يعاني مستويات فقر مرتفعة.
وصلت الاحتجاجات إلى نقطة حاسمة السبت، عندما انضم راندريانيرينا وجنود من وحدة CAPSAT النخبوية إلى المظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس، مما أجبر راجولينا على الفرار إلى مكان آمن، وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.
وأدى إعلان المجلس العسكري عن توليه السلطة إلى احتفالات في الشوارع من قبل المحتجين الذين أطلقوا الانتفاضة الشهر الماضي.
تبرير الانقلاب بدعم المحكمة الدستورية العليا
أوضح راندرياني رينا أن توليه منصب الرئيس جاء بدعوة من المحكمة الدستورية العليا في غياب راجولينا، مضيفًا: "كان علينا أن نتحمل المسؤولية، لأنه لم يتبق شيء في البلاد، لا رئيس، ولا مجلس شيوخ، ولا حكومة".
من جانبه، وصف راجولينا الاستيلاء العسكري بأنه "محاولة انقلاب غير قانونية" ورفض الاعتراف به، فيما أكد راندريانيرينا: "لدينا أمر من المحكمة الدستورية العليا، ولم نضطر لإرغامها أو تهديدها".
ويبدو أن تصريحاته حول دعم المحكمة العليا تتناقض مع إعلان المجلس العسكري تعليق صلاحيات المحكمة عند توليه السلطة، ما يفتح باب التساؤلات حول شرعية العملية.
سجل الانقلابات والفقر المزمن في مدغشقر
تاريخ مدغشقر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 مليء بالانقلابات ومحاولات الانقلاب، كما تواجه الجزيرة مستويات مرتفعة من الفقر والبطالة.
وكان انقلاب عسكري في 2009 قد أوصل راجولينا إلى السلطة كقائد انتقالي، وقد قدم نفسه آنذاك كحامي لمصالح الشباب.
ردود الفعل الدولية والتحذيرات
ووصف محللون الانتفاضة الشبابية بأنها تعبير عن مظالم حقيقية بسبب إخفاقات الحكومة، لكنهم أدانوا الاستيلاء العسكري على السلطة.
وقال أولوفي مي تايو، أستاذ الدراسات الأفريقية بجامعة كورنيل: "لقد احتج جيل زد في مدغشقر على نقص الخدمات الأساسية، خصوصًا المياه والكهرباء، منذ نحو شهر. هذه انتفاضة من المجتمع المدني، ويجب ألا يشترك الجيش في حلها".
ودعا تايو الاتحاد الأفريقي إلى إدانة "انقلاب آخر" لا تحتاجه القارة، مشددًا على أن أي دولة لا ينبغي أن تعترف بالقيادة العسكرية الجديدة.
Today