خلال المكالمة الهاتفية مع ترامب: بوتين يضع "شرطًا مفصليًا" لإنهاء الحرب في أوكرانيا

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالب نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال اتصال هاتفي جرى قبل أيام، بأن تتنازل كييف عن السيطرة الكاملة على مقاطعة دونيتسك الواقعة في شرق أوكرانيا، مقابل إنهاء الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى مطلعين على فحوى المكالمة أن هذا الشرط يُعدّ عقبة كبيرة أمام أي اتفاق سلام محتمل.
وتُعدّ دونيتسك منطقة استراتيجية ذات أهمية كبرى، حاولت موسكو السيطرة عليها بالكامل، إلا أنها قوبلت بتصدٍ مستمر من القوات الأوكرانية التي تعتبرها خط الدفاع الأساسي أمام أي تقدم روسي سريع غربًا باتجاه العاصمة كييف. وبحسب المسؤولين، فإن تركيز بوتين على دونيتسك يعكس تمسكه بمطالبه السابقة التي حالت دون إحراز تقدم سياسي لإنهاء الحرب، رغم تفاؤل ترامب بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق.
ومنذ عام 2014، تسيطر روسيا أو قوات مدعومة منها على أجزاء من المنطقة، لكنها لم تتمكن من فرض سيطرتها الكاملة عليها.ولم يعلق ترامب علنًا على مطلب بوتين بالحصول على دونيتسك بالكامل.
وكان ترامب قد التقى يوم الجمعة بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، وقال بعد الاجتماع: "حان الوقت لوقف القتل والتوصل إلى اتفاق. لقد أُريق ما يكفي من الدماء، ولتُرسم خطوط الحدود على ما هي عليه. ليدّعِ كل طرف النصر، ولتقل كلمتها كتب التاريخ".
وبحسب المسؤولين، اقترح بوتين خلال المكالمة أن تكون موسكو مستعدة للتخلي عن أجزاء من مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون، مقابل حصولها على السيطرة الكاملة على دونيتسك. واعتبر بعض المسؤولين في البيت الأبيض هذا الطرح مؤشراً على "تراجع محدود" في المطالب الروسية مقارنة بمحادثات عُقدت في أغسطس/آب في ألاسكا. لكن مسؤولاً أوروبياً رفيعاً وصف العرض بأنه "لا يشكل تقدماً حقيقياً".
ولم يصدر أي تعليق فوري من البيت الأبيض أو الكرملين على ما ورد في التقرير.ويأتي ذلك بينما لم تشهد خطوط القتال بين القوات الروسية والأوكرانية أي تغييرات جوهرية خلال العام الماضي، إذ تسيطر موسكو حاليًا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، بعد الغزو الذي بدأ في فبراير/شباط 2022.
وأعاد ترامب تركيزه مؤخرًا على الحرب في أوكرانيا بعد نجاحه في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
وخلال اجتماع الجمعة، ضغط الموفد الأمريكي ستيف ويتكوف على الوفد الأوكراني بشأن مقاطعة دونيتسك، مشيرًا إلى أنها "منطقة يغلب عليها الطابع الناطق بالروسية"، وهو خطاب اعتادت موسكو استخدامه لتبرير مطالبها الإقليمية.
وقبل لقائه بزيلينسكي، كان ترامب قد لوّح بإمكانية إرسال صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى إلى أوكرانيا، لكنه بدا وكأنه تراجع عن هذا التوجه بعد مكالمته مع بوتين.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحافي مع زيلينسكي إنه يأمل في إنهاء الحرب "من دون الحاجة إلى إرسال الصواريخ".وفي الوقت نفسه، تستعد أوكرانيا لمواجهة شتاء صعب آخر مع تكثيف روسيا ضرباتها ضد البنية التحتية للطاقة، في وقت تقول فيه كييف إنها تقوم باستهداف مماثل للمنشآت الروسية.
ويتولى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قيادة التحضيرات لقمة مرتقبة بين ترامب وبوتين في بودابست، والتي رحبت بها كييف على أمل أن تُفضي إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار على خطوط الجبهة الحالية، والحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لردع أي استئناف مستقبلي للهجوم الروسي.
Today