الأطباء يحذرون: غياب الشباب عن التجارب السريرية قد يعرّضهم لعلاجات غير مناسبة

تتزايد التحذيرات أن ضعف مشاركة الشباب في المملكة المتحدة في الأبحاث الطبية والتجارب السريرية قد يحرمهم من الحصول على علاجات جديدة، ويجعلهم أكثر عرضة لاستخدام أدوية غير آمنة..
وأجرت صحيفة الغارديان تحليل بيانات كشف أن جيل زد ممثلون تمثيلاً ناقصاً في التجارب السريرية والدراسات الصحية. فالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يشكلون 8% من سكان إنجلترا، إلا أنهم يمثلون فقط 4.4% من المشاركين في الأبحاث المدعومة من معهد الصحة والبحوث الوطنية.
ورغم أن الشباب أقل عرضة للإصابة بأمراض تهدد الحياة مثل السرطان وأمراض القلب، إلا أن حوالي نصفهم يعانون من حالات صحية مزمنة جسدية أو نفسية، تشمل السكري، السمنة، الربو، اضطرابات الأكل، التوحد، الصرع، والصعوبات التعليمية.
وقالت كيرستي بلينكينز، نائبة المدير التنفيذي لجمعية صحة الشباب: "غياب الشباب عن الأبحاث يعني أن العلاجات غالباً ما تُصمم على البالغين الأكبر سناً، مما قد يجعلها غير آمنة أو غير مناسبة لهم، ويؤدي إلى نتائج صحية أسوأ وتشخيص متأخر وثقة أقل بالنظام الصحي".
وأوضحت أن أسباب ضعف المشاركة تتعلق بعدم وعي الشباب بفرص البحث، ونقص استهدافهم في الحملات الدعائية، والمخاوف بشأن الخصوصية، وثقافة البحث التي نادراً ما تُصمم بمشاركة الشباب أو لأجلهم.
وأضافت: "زيادة تمثيل الشباب تتطلب إشراكهم منذ البداية، وتسهيل مشاركتهم، وجعلها ذات صلة، واعتبار إشراك الشباب معياراً قياسياً في جميع الأبحاث الصحية".
وأشارت الدكتورة إستير موكوكا، مديرة شمولية البحث في معهد الصحة والبحوث الوطنية، إلى أن الشباب غالباً ما يربطون الأبحاث بتجارب لعلاج الأمراض الخطيرة، لكن الأبحاث تشمل أيضاً إدارة الحالات الصحية اليومية مثل السكري ودعم الصحة النفسية. وأضافت: "مشاركة الشباب ضرورية لضمان تطوير علاجات مناسبة وفعالة لتلبية احتياجاتهم الفريدة".
وحذرت الخبراء من أن استمرار نقص تمثيل الشباب سيؤثر على فعالية العلاجات المستقبلية وخدمات الرعاية الصحية، وقد يزيد الفجوات الصحية بين الفئات العمرية المختلفة.
وتدعو حملة معهد الصحة والبحوث الوطنية المواطنين إلى الانضمام إلى سجلها التطوعي الوطني، الذي يسهل المشاركة في الدراسات ويتيح مطابقة المشاركين مع الفرص البحثية المناسبة، سواء كانوا مصابين بحالة صحية أم لا، مؤكدة أن المشاركة يمكن أن تكون بسيطة مثل تعبئة استبيان سريع أو تقديم عينة لعاب.
وقالت الدكتورة ويندي ماكدوال، خبيرة أبحاث صحية في كلية لندن للصحة وطب المناطق الاستوائية: "لفهم نجاعة التدخلات الصحية وتقليل التفاوتات، يجب معرفة كيف تؤثر هذه التدخلات على مختلف الفئات، بما في ذلك النساء والأقليات العرقية والشباب، لضمان ألا تزيد العلاجات من عدم المساواة".
Today