شرطة لندن ترد على مزاعم محامٍ يهودي: توقيفه لم يكن بسبب نجمة داود بل لانتهاكه شروط الاحتجاج

نفت شرطة العاصمة البريطانية لندن أن يكون اعتقال محامٍ يهودي خارج السفارة الإسرائيلية في كنسينغتون، يوم 29 أغسطس الماضي، مرتبطًا بارتدائه قلادة صغيرة على شكل نجمة داود.
وقالت في بيان نشر على منصة "إكس": "نفهم المخاوف المطروحة، لكن ادعاء أن هذا الرجل اعتُقل لارتدائه قلادة نجمة داود غير صحيح. فقد اعتُقل لانتهاكه بشكل متكرر شروط قانون النظام العام المفروضة لفصل مجموعات الاحتجاج المتعارضة".
شروط فصل الاحتجاجات
وأوضح البيان أن شروطًا كانت سارية في ذلك اليوم تنص على بقاء محتجي مجموعة "أوقفوا الكراهية" المؤيدة لإسرائيل في منطقة محددة، بينما يُطلب من محتجي "الشبكة اليهودية الدولية المناهضة للصهيونية" (IJAN) المؤيدة لفلسطين البقاء في منطقة منفصلة.
وأضافت الشرطة أن المحامي، الذي أبلغ الضباط بأنه يعمل كمراقب قانوني مستقل، خالف هذه الشروط بالاقتراب المتكرر من منطقة IJAN وتصوير المحتجين عن قرب، ما أثار ردود فعل استفزازية.
وأشارت الشرطة إلى أن الضباط تدخلوا أربع مرات على الأقل لطلب عودته إلى المنطقة المخصصة لمجموعة "أوقفوا الكراهية"، لكنه فشل في الامتثال بعد عدة تحذيرات، ما دفعهم إلى توقيفه. وقد أُطلق سراحه لاحقًا بكفالة، وما زالت التحقيقات جارية.
مقطع فيديو يثير الجدل
انتشر مقطع مصوّر مدته ست دقائق من مقابلة استمرت ساعة داخل مركز شرطة هامرسميث، يُظهر لحظة سؤال الضابط للمحامي عن القلادة التي يرتديها. وبحسب صحيفة "التلغراف"، التي حصلت على المقطع، فإن المحامي كان يرتدي نجمة داود بقطر أقل من بوصة واحدة (نحو سنتيمترين)، اشترتها له صديقته في إيبيزا.
اتهامات بتجريم رمز ديني
وقال المحامي، الذي أمضى نحو 10 ساعات قيد الاحتجاز، إن توقيفه "يبدو محاولة من شرطة العاصمة لتجريم ارتداء نجمة داود"، مشيرًا إلى أنه اتخذ تدابير لحماية هويته، مثل ارتداء قبعة ونظارات شمسية ووشاح يغطي فمه، خشية الانتقام بعد تعرضه سابقًا لهتافات معادية مثل "قاتل أطفال صهيوني".
ردود فعل رسمية
من جهته، وصف جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، الحادثة بأنها "دليل صارخ على مدى تفشّي معاداة السامية في المسيرات التي ترفع شعار التضامن مع فلسطين"، مطالبًا السلطات البريطانية بـ"اتخاذ إجراءات فورية: بحظر الشعارات المعادية للسامية، وإطلاق مراجعة مؤسسية شاملة".
استجواب مثير للقلق
ويُظهر مقطع الاستجواب أن الضابط، الذي يعمل عادةً في وحدة السرقة، سأل المحامي عن "معتقداته السياسية"، وشكك في طبيعة دوره كمراقب، قبل أن يسأل مباشرة: "ما القلادة التي ترتديها؟". وعندما أظهر نجمة داود، أعرب محاميه عن قلقه من أن يتحول الاستجواب إلى استهداف ديني.
وأبدى الضابط جهله بمصطلح "ماجين داود"، واعتذر بعد أن شُرح له أنه يشير إلى "نجمة داود"، مؤكدًا أن هدفه "ليس الإساءة"، لكنه أصرّ على أن "وجود النجمة زاد من استفزاز الوضع"، وفق ما ذكره زملاؤه في الميدان.
وأشار المحامي للصحيفة، إلى أنه سجّل نحو 30 حادثة سلوك إجرامي من قبل محتجين مؤيدين لفلسطين دون أن تؤدي إلى إدانة، معتبرًا أن الحادثة "أوضح مثال على وجود نظام شرطة ذي معيارين".
ويأتي الحادث وسط انتقادات متزايدة تطال رئيس الوزراء كير ستارمر بسبب السماح باستمرار مسيرات مناهضة لإسرائيل بعد مقتل يهوديين أمام كنيس في مانشستر في عيد الغفران، بينما تُتهم الشرطة بتجاهل هتافات "معادية للسامية" أو "مؤيدة لجماعات إرهابية".
مراجعة مستمرة
وأكدت شرطة العاصمة أنها "تقدر تمامًا سبب إثارة هذا المقطع المنفصل قلقًا"، مشيرة إلى أنها "تواصل مراجعة الأمور والعمل مع المجتمعات لفهم المخاوف التي أعربوا عنها".
Yesterday