صفقة "يوروفايتر" مع قطر.. خطوة تركية لتعزيز قدرات سلاح الجو

أفادت مصادر لوكالة "بلومبيرغ" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقوم بجولة خليجية تشمل الكويت وقطر وعمان، ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة خططاً لشراء طائرات Eurofighter Typhoon مستعملة لتحديث قدرات القوات الجوية التركية.

وجاءت هذه المحادثات بعد وساطة نفذتها المملكة المتحدة، العضو في تحالف Eurofighter، لتسهيل نقل هذه الطائرات المستعملة من قطر وعمان إلى تركيا.

هيكلية الصفقة المتوقعة

كشفت مصادر مطلعة أن تركيا ستتسلم 12 طائرة مستعملة فوراً من قطر وعمان لتغطية احتياجاتها العاجلة، على أن تتسلم لاحقاً 28 طائرة جديدة من طراز Eurofighter خلال السنوات القادمة بعد توقيع الاتفاقية النهائية. وبذلك يبلغ إجمالي الصفقة 40 طائرة تشمل المستعملة والجديدة.

مذكرة تفاهم يوليو

ويأتي هذا التحرك تتويجاً لمسار طويل بدأ بتوقيع تركيا والمملكة المتحدة مذكرة أولية في يوليو الماضي تشمل صفقة 40 طائرة Eurofighter Typhoon.

وتتولى لندن دور الميسر في هذه الصفقة بصفتها عضواً في التحالف الصناعي الذي يضم شركات Airbus وBAE Systems وLeonardo. وتشير التقديرات إلى أن إجمالي إنفاق تركيا على الطائرات الجديدة والمستعملة والصواريخ المرافقة قد يصل إلى 10 مليارات يورو.

تجاوز العقبات السياسية

شكلت الموافقة الألمانية نقطة تحول حاسمة في مفاوضات تركيا مع أوروبا، بعد أن حظيت محاولة أنقرة للشراء بدعم جميع أعضاء التحالف، بما في ذلك ألمانيا التي كانت قد عارضت الصفقة لأكثر من عامين بسبب التوترات بين تركيا واليونان.

وجاء تصريح وزير الخارجية الألماني يوهان واديبول خلال زيارته لأنقرة ليؤكد هذا التحول حيث قال: "من وجهة النظر الألمانية، لا توجد قيود، فتركيا دولة عضو في الناتو".

الخلفية الاستراتيجية والدوافع

تأتي هذه التطورات في إطار استراتيجية تركيا لتعميق شراكاتها الدفاعية مع أوروبا، خاصة في ظل تأخر تسليم الطائرات الأمريكية الجديدة.

وتسعى تركيا لتعويض أي فجوة محتملة في سلاح الجو، في ظل تأخر شحنات F-16 الجديدة حتى عام 2030، وأزمة طائرات F-35 المتقدمة التي حُرمت من شرائها منذ 2020 نتيجة العقوبات الأمريكية CAATSA على صفقة صواريخ S-400 الروسية.

أنقرة نحو دعم التصنيع المحلي

دفعت هذه التحديات تركيا إلى تسريع تطوير مقاتلتها الشبحية الخاصة KAAN، ضمن مساعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي الدفاعي. وتشكل هذه التطورات جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الدفاعات الجوية متعددة الطبقات، بما يشمل مشروع "Steel Dome" المحلي وتوسيع نطاق تغطية الصواريخ طويلة المدى.

مع ذلك، يقول خبراء إن نظام الدفاع الجوي التركي الحالي "ليس بالمستوى المطلوب" بسبب "فشل إدارة المشاريع".