بعد استهداف مطار الخرطوم.. هجوم بطائرات مسيرة على مطار نيالا بجنوب دارفور يتسبب بتدمير طائرة شحن

شهد مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور فجر الخميس انفجارات وحرائق واسعة، بعد استهداف يُعتقد أنه نُفذ باستخدام طائرات مسيّرة، داخل المطار الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، في أحدث حلقة من التصعيد مع الجيش السوداني.
وتُظهر تحليلات صور الأقمار الصناعية الحديثة علامات دمار واضحة داخل المطار، مع انتشار آثار احتراق في إحدى الساحات على مساحة تقارب 217 مترا مربعا. كما رصدت البيانات الحرارية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عبر نظام مراقبة الحرائق (FIRMS) نشاطا ناريا قويا في المنطقة نفسها في التوقيت ذاته، ما يشير إلى وقوع انفجار كبير أو قصف جوي.
ووفق روايات ميدانية، أدى الهجوم إلى تدمير طائرة شحن كانت متوقفة داخل المطار، فيما يُرجَّح أن الطائرات المسيّرة التي نفذت الضربة تابعة للقوات المسلحة السودانية. ولم يصدر أي توضيح رسمي من الجيش السوداني أو من قوات الدعم السريع بشأن تفاصيل الحادث أو حجم الأضرار حتى الآن.
الهجوم على مطار نيالا ليس الأول من نوعه في الإقليم، إذ سبقه خلال الأيام الماضية قصف لمناطق في سرف عمرة والجنينة، ضمن سلسلة عمليات جوية متبادلة بين الطرفين في دارفور التي تشهد تصاعدا مستمرا في وتيرة القتال.
تصعيد متزامن في العاصمة
بالتوازي مع ذلك، تجددت الهجمات بالطائرات المسيرة على مطار الخرطوم الدولي لليوم الثالث على التوالي، بينما أكد شهود سماع انفجارات متفرقة في مناطق جنوب العاصمة مع إطلاق مكثف للمضادات الأرضية.
وتزامن هذا التطور مع إعلان شركة مطارات السودان نيتها إعادة تشغيل مطار الخرطوم بعد أكثر من عامين على توقفه بسبب الحرب المستمرة منذ نيسان/أبريل 2023. غير أن سلسلة القصف الأخيرة أعادت المخاوف من إمكانية استئناف عمل المطار في ظل الوضع الأمني الهش.
في المقابل، كان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد صعّد لهجته قبل أيام، ملوّحا باستهداف أي مطار تستخدمه القوات المسلحة السودانية، معتبرا ذلك "هدفا مشروعا" وفق تعبيره.
تستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد نحو 15 مليون مدني داخل السودان وخارجه، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
Today