القدس على موعد مع تحرك للحريديم.. الحاخامات يلوّحون بإسقاط الحكومة الإسرائيلية
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى القدس، حيث يستعد التيار الحريدي لتنظيم تجمع جماهيري واسع قرب جسر الأوتار (هاميتار)، في حدث قد يحمل تداعيات مباشرة على مستقبل الائتلاف الإسرائيلي الحاكم.
من المتوقع أن تشهد المظاهرة، يوم الخميس المقبل التي أُطلق عليها اسم "المليونية"، مشاركة عشرات الآلاف من أتباع التيار الديني، وسط تقديرات بأن الزعماء الروحيين للحريديم قد يعلنون خلالها سحب دعمهم لحكومة بنيامين نتنياهو، ما قد يؤدي إلى تفكك الائتلاف والتوجه نحو انتخابات جديدة.
انتقال القرار إلى الحاخامات
تشير تقارير عبرية إلى أن الملف الحريدي لم يعد بيد ممثلي الأحزاب في الكنيست، بل بات خاضعًا بشكل كامل للمجالس الدينية العليا. فـ"مجلس حكماء التوراة" التابع لحزب شاس، ونظيره في "يهدوت هتوراه"، أصبحا المرجعين الأساسيين في تقرير الموقف من استمرار التحالف مع حزب الليكود.
وتوضح تلك التقارير أن الأزمة تفاقمت بسبب فشل الحكومة في إقرار قانون التجنيد الجديد، الذي يهدف إلى تنظيم إعفاء طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية. وبحسب الحاخامات، فإن حكومة "لا تحمي دراسة التوراة" لم تعد جديرة بالبقاء.
محاولات سياسية لتفادي الانهيار
يحاول نتنياهو، بمشاركة رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بوعاز بيسموت، طرح مقترح تفاهم جديد لتأجيل القرار المرتقب من الحاخامات. لكن مصادر سياسية عبّرت عن شكوكها في نجاح المساعي، مؤكدة أن النص المقترح ما زال غامضًا ولا يتضمن صياغة قانونية واضحة.
في المقابل، تسود أوساط الحريديم حالة من الغضب، عبّر عنها أحد الحاخامات في تصريح لصحيفة معاريف بقوله إنهم "أبقوا الحكومة حيّة حتى الآن، لكنهم لن يفعلوا ذلك بعد اليوم".
احتمال سقوط الحكومة
ويرى مراقبون أن أي إعلان من المرجعيات الدينية عن سحب الغطاء من الائتلاف سيقود مباشرة إلى حلّ الكنيست وإجراء انتخابات خامسة خلال أقل من خمس سنوات. ويؤكد محللون أن ما يجري يكشف مدى هشاشة التحالف داخل أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، والتي قد تسقط هذه المرة بأيدي حلفائها قبل معارضيها.
Today