أبو الغيط في بيروت: تفاؤل بصمود هدنة غزة ودعوة لانسحاب إسرائيلي كامل من لبنان
جاء تصريحه بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجّي، بحضور الأمين العام المساعد السفير أحمد زكي ووفد من الجامعة، حيث جرى البحث في أوضاع لبنان والمنطقة العربية، ولا سيما قطاع غزة.
ولاحقًا، خلال كلمة له في افتتاح الدورة الحادية والعشرين للملتقى الإعلامي العربي في بيروت، وصف أبو الغيط حرب إسرائيل على غزة بأنها "عار على الإنسانية التي رأت وشاهدت وتركت المحتل يواصل القتل والتدمير"، حسب تعبيره.
وأضاف أن الجامعة العربية تتطلع إلى أن "يكتب اتفاق شرم الشيخ نقطة النهاية لهذه المقتلة البشعة"، وأن تنطلق بعدها "جهود إعادة الإعمار فوراً"، معبّراً عن أمله في أن "يبقى الشعب الفلسطيني على أرضه وتخيب أوهام إسرائيل بتفريغ أرض فلسطين من أبنائها".
ورأى أبو الغيط أن "إسرائيل قد تتصور أنها ترسم معالم شرق أوسط جديد بالبارود والدم، لكن هذا لن يحصل"، مؤكداً أن "الفضاء العربي من المحيط إلى الخليج سيظل انتماؤه عربياً ولغته عربية"، معتبراً أن "سيادة إسرائيل وهم لدى أنصار اليمين المسكونين بأحلام وعقائد عنصرية ليس لها مكان في عصرنا".
هدنة هشة وتبادل للاتهامات
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بناءً على توجيهات المستوى السياسي، بعد ساعات من تصعيد جديد استمر أقل من 12 ساعة وأسفر عن مقتل نحو 100 شخص، بينهم 35 طفلاً، وفق جهاز الدفاع المدني في غزة.
ووُصفت هذه الغارات بأنها الأعنف منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، ما جعلها التحدي الأخطر للهدنة حتى الآن. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بخرق الاتفاق وأمر الجيش بتنفيذ "ضربات قوية"، فيما نفت الحركة الاتهامات وأعلنت تأجيل تسليم جثمان رهينة أخرى.
وفي هذا السياق، عبّر أبو الغيط عن ثقته بأن حماس "ستعود إلى تسليم" جثامين الرهائن المتبقين، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المسار السياسي الذي يمهّد لاستقرار دائم في غزة.
لبنان بين الدبلوماسية والتصعيد
في الشأن اللبناني، جدّد أبو الغيط دعم الجامعة العربية للبنان في "التمسك بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه وتطبيق القرار 1701 بكافة عناصره".
وقال إن "الخروق المستمرة لإسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية في نوفمبر الماضي ليست سوى محاولة يائسة للتشويش على الوضع الداخلي في لبنان وبثّ بذور الفرقة فيه".
وأعلن عن ثقته بأن "القوى اللبنانية كلها لن تقبل الانجرار لهذا الفخ المكشوف"، وأن "الجيش اللبناني لديه القدرة والإرادة لتطبيق قرار الحكومة بحصرية السلاح بيد الدولة".
وتشهد بيروت حركة دبلوماسية ناشطة مع توافد موفدين عرب وغربيين، في وقت تتواصل الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار الذي أُعلن في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وسط مخاوف من توسّع التصعيد وازدياد حدّة التوتر في الجنوب اللبناني.
Today