اتفاق على "كل شيء تقريبًا" بين ترامب وشي.. وموعد جديد للدبلوماسية ببكين في نيسان المقبل
غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الجنوبية اليوم الخميس بعد اجتماع تاريخي مع نظيره الصيني شي جينبينغ، مؤكداً بإيجابية أن القمة كانت "نجاحًا كبيرًا" وأنهما توصلا إلى اتفاق حول "كل شيء تقريبًا".
وفي حديثه للصحفيين على متن طائرته الرئاسية بعد جولة آسيوية شملت ثلاث محطات، أشار ترامب إلى أن التقدم شمل ملفات التجارة والمعادن النادرة وتدفق مخدر الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، مضيفًا أنه يخطط لزيارة بكين في شهر نيسان/أبريل المقبل.
موعد الاتفاق
عندما سأله أحد الصحفيين عن مدى قرب التوصل إلى الاتفاق، أجاب ترامب: "أعتقد أنه قريب جدًا، ليس لدينا الكثير من العقبات الكبرى." ثم اتخذ نبرة أكثر حسمًا قائلاً: "لدينا اتفاق. وسنقوم بإعادة التفاوض عليه كل عام، لكنني أعتقد أنه سيستمر لفترة طويلة."
وأضاف: "إنه اتفاق لمدة عام واحد، وسنمدده بعد عام." "لقد أجرينا مناقشات حول العديد من الجوانب التي تتحدثون عنها طوال الوقت."
رد فعل الصين
وفيما لم يصدر على الفور تعليق من الجانب الصيني، علق شي لاحقًا بالقول إن بلاده توصلت إلى "توافق" مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأكد الزعيم الصيني: "لقد تبادلت الفرق التجارية والاقتصادية للبلدين وجهات النظر بشكل معمّق بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية المهمة، وتوصلت إلى توافق بشأن حلّها."
واقترح شي أن: "يتعيّن على الفريقين تحسين وإتمام أعمال المتابعة في أقرب وقت ممكن، والحفاظ على التوافق وتنفيذه، وتقديم نتائج ملموسة لتهدئة النفوس فيما يتعلق باقتصادات الصين والولايات المتحدة والعالم."
كما نقلت عنه وسائل إعلام صينية قوله إن تطور الصين لا يتعارض مع رؤية "جعل أمريكا عظيمة مجددًا".
صفقة المعادن النادرة والرسوم الجمركية
أوضح الرئيس الأمريكي أن صفقة المعادن النادرة قد "حُسمت"، وأنه لن تكون هناك أي عقبات إضافية بشأنها، مشيرًا إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين ستُخفض من 57% إلى 47%، وقال: "كل قضية المعادن النادرة قد حُسمت، وهذا يعود بالنفع على العالم بأسره."
وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة ستتمكن من مواصلة شراء وإنتاج المعادن النادرة، مشيرًا أيضًا إلى أن قضية تايوان لم تُطرح خلال الاجتماع.
وتسيطر الصين تقريبًا على الإمدادات والإنتاج العالمي لهذه الموارد الحيوية، التي تُعد أساسية في تصنيع معظم المنتجات التكنولوجية العالية، من الهواتف الذكية إلى السيارات الكهربائية.
وكانت بكين قد شدّدت قيودها على تصدير المعادن الحيوية في وقت سابق من هذا الشهر، في خطوة قالت إنها جاءت ردًا على توسيع واشنطن لقيود تصدير التكنولوجيا في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأدت هذه الإجراءات المتبادلة إلى تصاعد التوترات بين البلدين، قبل أن تهدأ بعد المحادثات التجارية التي جرت في ماليزيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير إن ترامب وشي "توصلا إلى تفاهم"، وأن بكين لن تفرض قيود المعادن النادرة التي اقترحتها سابقًا.
ماذا عن إنفيديا؟
حتى الآن، لا تظهر تغييرات كبيرة في ضوابط تصدير التكنولوجيا الأمريكية، إلا أن ترامب وعد بإجراء مزيد من النقاشات بين بكين وشركة إنفيديا بعد اجتماعه مع الزعيم الصيني شي جين بينغ.
وقال ترامب: "ناقشنا مسألة الشرائح، وسوف يتحدثون مع إنفيديا وآخرين بشأن الحصول على شرائح"، مضيفًا أن البيت الأبيض يلعب دور الوسيط فقط. وأوضح: "نحن لا نتحدث عن (بلاكويل)"، مع الإشارة إلى أن الكثير من الشرائح قد تكون مشمولة في المفاوضات.
ويُعد بلاكويل (Blackwell) معالجًا متقدمًا في الذكاء الاصطناعي طورته شركة إنفيديا، وكانت قد أُثيرت مخاوف من احتمال السماح بتصديره إلى الصين قبل اجتماع شي.
وردد الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير تصريحات ترامب، مشيرًا إلى أن إنفيديا ستبحث مع الصين ما يمكن بيعه من الشرائح المتقدمة، وأن بعض هذه الشرائح تُرسل بالفعل إلى الصين.
وبحسب تقرير لـCNN، بدا تصريح غرير وكأنه يتناقض جزئيًا مع تصريح ترامب بشأن بلاكويل، إذ أكد أن تلك الشرائح كانت جزءًا من المناقشات دون توضيح كيفية إدراجها في المفاوضات.
لقاء كيم
بالنسبة للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قال ترامب "لم نتمكن من التحدث لأنني انظروا، كنت مشغولاً جداً."
وأضاف: "أعتقد أنه كان سيكون من غير اللائق تجاه أهمية هذا الاجتماع (مع الزعيم الصيني شي جين بينغ) أن نفعل ذلك، لذا سأعود لاحقاً فيما يتعلق بكيم جونغ أون."
وكان ترامب قد صرّح في وقت سابق بأنه "يود رؤية" كيم وأبدى انفتاحه على تمديد جولته الآسيوية من أجل لقائه.
انفتاح على كندا
أبدى سيد البيت الأبيض انفتاحًا نسبيًا على فكرة تهدئة العلاقات مع كندا، بعد أيام فقط من تصعيده الحرب التجارية معها. وكان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ضمن مجموعة صغيرة من قادة العالم الذين تناولوا العشاء مع ترامب مساء الأربعاء، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وكان ترامب قد أعلن، يوم السبت، أنه سيرفع الرسوم الجمركية على كندا بنسبة 10%، بسبب ما وصفه بأنه "إعلان كندي مزيف" تضمّن مقاطع من خطاب ألقاه الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان عام 1987 ضد الرسوم الجمركية.
وقال ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة "إير فورس وان"، عندما سُئل عما إذا كان هناك أي جديد بشأن كندا: "أجرينا حديثًا لطيفًا الليلة الماضية."
وقبل ساعات من ذلك العشاء، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "لم آتِ إلى كوريا الجنوبية من أجل كندا."
Today