قوات الدعم السريع تعلن اعتقال عناصر متهمين "بارتكاب مجازر" في الفاشر
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان توقيف عدد من مقاتليها المشتبه في ارتكاب "انتهاكات جسيمة بحق المدنيين" بعد سيطرتها الأحد على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، عقب حصار دام أكثر من 18 شهرًا.
وقال قائد قوات الدعم، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، إنه يشعر بـ"الأسف العميق لما وصفه بالكارثة الإنسانية" في الفاشر، مؤكدًا تشكيل "لجان محاسبة" لمتابعة الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وجاء الإعلان بعد موجة إدانات دولية واسعة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، إثر تداول مقاطع فيديو وتقارير تفيد بمقتل مئات المدنيين وعمليات إعدام ميدانية واعتداءات واسعة على السكان.
وفي بيان، أكدت قوات الدعم السريع أنها ألقت القبض على عدد من المتهمين، على رأسهم المدعو "أبو لؤلؤ"، مشيرة إلى أن لجانًا قانونية بدأت التحقيق تمهيدًا لتقديمهم للعدالة.
وأظهرت مقاطع مصورة "أبو لؤلؤ" وهو ينفذ عمليات إعدام بحق رجال عُزّل، وسط جثث متفحمة وسيارات محترقة، فيما نشرت القوات لاحقًا تسجيلًا يظهر "أبو لؤلؤ" خلف القضبان في سجن بشمال دارفور.
من جهته، أكد المتحدث باسم قوات الدعم، الفاتح قرشي، أن القوات لم ترتكب أي انتهاكات بحق المدنيين، مشيرًا إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق فور توفّر الظروف الميدانية المناسبة.
وأضاف أن "أبو لؤلؤ غير تابع لقوات الدعم"، وأن اللجنة ستتحقق من هويته وتعرض النتائج فور انتهاء التحقيق.
على الصعيد الدولي، أعرب مجلس الأمن عن "قلقه العميق" إزاء التصعيد في السودان بعد تقارير أممية عن "إعدامات جماعية" و"انتهاكات واسعة" في الفاشر.
وذكر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن هناك "تقارير موثوقة عن إعدامات جماعية"، معربًا عن شكوكه في مصداقية التحقيقات التي أعلنتها قوات الدعم في ظل الأنباء المروعة القادمة من الإقليم.
والأحد، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، واعتبرت ذلك "محطة حاسمة" في ما سمتها بـ"معركة تحرير السودان". وأوضحت القوات في بيان رسمي أنها ستواصل عملياتها "حتى تحقيق تطهير كامل للتراب الوطني وبناء سودان جديد".
وتشهد السودان حربًا منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط اتهامات متبادلة بتلقي دعم خارجي من أطراف إقليمية، فيما وصلت مفاوضات "الرباعية" (مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة) الأسبوع الماضي في واشنطن إلى طريق مسدود، في ظل استمرار العنف وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.
Yesterday