إسطنبول تستضيف اجتماعًا حول غزة.. وإسرائيل تراقب بقلق تنامي الدور التركي
                        يجتمع وزراء خارجية سبع دول مسلمة، الاثنين، في مدينة إسطنبول لبحث المرحلة التالية في قطاع غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي تم التوصل إليه استنادًا إلى خطة سلام طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية تركيا والسعودية وقطر والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، بعد أن كان قادة هذه الدول قد التقوا الرئيس الأميركي أواخر سبتمبر/أيلول الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي كلمة ألقاها أمام اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حركة حماس "تبدو مصممة على احترام الاتفاق"، مضيفًا أن "سجلّ إسرائيل في هذا المجال سيئ للغاية".
وأكد أردوغان أن الأولوية في هذه المرحلة هي زيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة وبدء جهود إعادة الإعمار، مشيرًا إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها لمنع ذلك"، وداعيًا المنظمة إلى "الاضطلاع بدور محوري في عملية الإعمار".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأسبوع الماضي، إن الهدف من اجتماع إسطنبول هو تقييم التقدم ومناقشة الخطوات المشتركة الممكنة في المرحلة المقبلة، موضحًا أن "خطة السلام بدأت تتبلور وتمنح بصيص أمل للجميع".
وأوضح فيدان أن مباحثات الوزراء ستتناول أسئلة تتعلق بالعقبات أمام تنفيذ الخطة والتحديات المطلوب تجاوزها، إلى جانب التنسيق مع الدول الغربية وسبل دعم الحوار القائم مع الولايات المتحدة.ومنذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول يسري وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، رغم تسجيل خروقات متبادلة تبادل الطرفان الاتهامات بشأنها.
وكان فيدان قد استقبل، السبت، وفدًا من المكتب السياسي لحركة حماس برئاسة كبير مفاوضيها خليل الحية. وقال خلال منتدى في إسطنبول: "يجب أن نضع حدًا للمجزرة في غزة. وقف إطلاق النار وحده لا يكفي"، مشددًا على أهمية حل الدولتين لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ومضيفًا أن "غزة يجب أن يحكمها الفلسطينيون وأن التعامل معها يتطلب الحذر".
وتنظر إسرائيل بريبة إلى الدور التركي في الملف الفلسطيني، لا سيما مع سعي أنقرة إلى تكثيف اتصالاتها الدبلوماسية على مستوى الإقليم ومحاولة التأثير على موقف واشنطن الداعم لإسرائيل.
وأعرب مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة عن رفضهم مشاركة تركيا في القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة.وتنص "خطة ترامب" المؤلفة من 20 بندًا على تشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة تُنشر فورًا في القطاع لتوفير التدريب والدعم لقوات الشرطة الفلسطينية المعتمدة، وضمان الاستقرار مع الانسحاب التدريجي للجيش الإسرائيلي.
وتُشكل هذه القوة أساسًا من دول عربية ومسلمة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن الدول التي تعتبرها إسرائيل "محايدة" فقط هي التي يمكنها المشاركة في هذه القوة.
وفي مؤشر إضافي على التوتر بين أنقرة وتل أبيب، لا يزال فريق إغاثة تركي أُرسل للبحث عن جثث إسرائيليين وفلسطينيين داخل غزة ينتظر موافقة الخروج من معبر رفح المصري.
Today