في اليوم الثاني لزيارته.. البابا ليو الرابع عشر يزور ضريح مار شربل ويهدي لبنان قنديل السلام
تستمر فعاليات استقبال البابا ليو الرابع عشر في لبنان بعد وصوله من تركيا، يوم الأحد، إلى مطار بيروت، في زيارة استثنائية، حاملًا "رسالة السلام" في وقت أكثر ما يكون اللبنانيون بحاجة إليها.
واستهلّ الحبر الأعظم برنامجه لليوم الثاني في بلدة عنايا، حيث زار وصلى عند ضريح القديس مار شربل في دير مار مارون وألقى كلمة تحية، جاء فيها: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أحمد الله الذي مكنني من القدوم حاجًا إلى قبر القديس شربل."
وتابع: "ماذا يعلمنا القديس شربل اليوم؟ ما هو إرث هذا الإنسان الذي لم يكتب شيئًا، وعاش مختفيًا عن الأنظار وصامتًا، لكن سمعته انتشرت في كل العالم؟ ألخص إرثه وأقول ما يلي: الروح القدس صاغه وكونه، لكي يُعلّم الصلاة لمن كانت حياته بدون الله، ويُعلّم الصمت لمن يعيش في الضوضاء، ويُعلّم التواضع لمن يسعى للظهور، ويُعلّم الفقر لمن يبحث عن الغنى، كلها مواقف تسير عكس التيار، ولهذا تنجذب إليه، كما ينجذب السائر في الصحراء إلى الماء العذب النقي."
وأضاف: "أحضرت معي هدية، قنديلاً. أُقدّم هذا القنديل، وأُوكل لبنان وشعبه إلى حماية القديس شربل، حتى يسير دائمًا في نور المسيح. شكرًا لله لأنه أعطانا القديس شربل، وشكرًا لكم، أنتم الذين تحافظون على ذكراه. سيروا في نور الله."
بلدة حاريصا
وعلى صوت قرع الاجراس، والزغاريد، وصل البابا إلى بلدة حريصا، يرافقه الرئيس جوزاف عون والسيدة الأولى نعمت عون، للقاء الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعاملين في الرعويات في مزار سيدة لبنان، وقام بمصافحة الحضور.
ومن المقرر أن يلتقي الحبر الأعظم بالبطاركة الكاثوليك في لقاء خاص يُعقد في السفارة البابوية، يتبعه لقاء مسكوني وحواري بين الأديان في ساحة الشهداء ببيروت، ثم يستكمل برنامجه بلقاء مع الشباب في ساحة الصرح البطريركي الماروني في بكركي.
زيارة استثنائية
ولبنان هو المحطة الثانية للبابا خلال جولته الخارجية الأولى منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية في أيار/مايو.
وكان الحبر الأعظم قد تحدث يوم أمس، في خطاب ألقاه في القصر الرئاسي في بعبدا قرب بيروت، بحضور السلطات ودبلوماسيين، عن صفات "فاعلي السلام"، قائلًا: "إن هناك لحظات يكون فيها الهروب أسهل، أو ببساطة يكون الذهاب إلى مكان آخر أفضل"، مضيفًا: "يتطلب البقاء أو العودة إلى الوطن شجاعة وبصيرة."
وخاطب البابا اللبنانيين بالقول: "أنتم شعب لا يستسلم، بل يقف أمام الصعاب ويعرف دائمًا أن يولد من جديد بشجاعة." وأضاف: "عانيتم الكثير من تداعيات اقتصاد قاتل، ومن التشدد وتصادم الهويات والنزاعات، لكنكم أردتم وعرفتم دائمًا أن تبدأوا من جديد."
Today