الشرطة الأسترالية تعلن اعتراض سيارتين بعد معلومات عن إمكانية وقوع "عمل عنيف"
أعلنت الشرطة الأسترالية، الخميس، عن اعتراضها سيارتين في ضواحي سيدني، عقب تلقي بلاغ يفيد باحتمال التخطيط لعمل عنيف، في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية بعد هجوم بوندي الأخير.
وأوضحت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز في بيان رسمي أن المركبتين تم اعتراضهما أثناء مرورهما عبر ليفربول، إحدى ضواحي سيدني الجنوبية الغربية.
وأضاف البيان: "لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي صلة بين الحادث والتحقيق الجاري في هجوم بوندي الإرهابي".
وأكدت الشرطة أن سبعة رجال يشاركون في التحقيقات لضمان استمرار العمل الأمني بكفاءة.
بدورها أفادت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد بأن الشرطة أوقفت سيارة تقلّ رجالا من ولاية فيكتوريا أثناء توجههم إلى شاطئ بوندي، وكانوا على الأرجح مسلحين لأسباب لم تتضح بعد.
وذكرت الصحيفة أن "خمسة رجال تم توقيفهم وتقييدهم بأصفاد بلاستيكية"، مشيرة إلى أن دوافع الموقوفين لم تُحدد بعد، وهم كانوا تحت مراقبة السلطات في فيكتوريا.
كما تم اعتراض سيارة ثانية تحمل لوحات ترخيص من فيكتوريا على بعد بضعة شوارع، وأُلقي القبض على رجلين آخرين. وأكدت السلطات الأمنية أن العملية انتهت دون أي خطر يهدد المجتمع.
تفاصيل هجوم بوندي الإرهابي
وكان هجوم بوندي، الذي وقع الأحد الماضي، قد أسفر عن مقتل 15 شخصاً وجرح العشرات، أثناء احتفالهم بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) على الشاطئ، في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده أستراليا منذ عقود.
ووفق السلطات، نفّذ الهجوم أب وابنه، ساجد ونفيد أكرم. وقد قُتل الأب برصاص الشرطة أثناء تدخلها في موقع الحادث، فيما نُقل الابن، البالغ من العمر 24 عامًا، إلى المستشفى حيث أفاق مؤخرًا من غيبوبة.
وأكد مسؤول رفيع في أجهزة إنفاذ القانون لشبكة ABC أن أحد مطلقي النار المشتبه بهم هو "نفيد أكرم"، من جنوب غرب سيدني، وأوضح أن الشرطة داهمت منزل أكرم في ضاحية بونيريغ مساء الأحد بعد ساعات من وقوع الهجوم.
وأفاد مسؤولون في المحكمة نقلاً عن صحيفة الغارديان بأن أكرم وُجّهت إليه تهم تتعلق بجميع جرائم القتل الخمس عشرة، بالإضافة إلى 40 تهمة شروع بالقتل.
وفي بيان لاحق، أعلنت الشرطة الأسترالية توجيه 59 تهمة، تشمل الإرهاب والقتل، إلى أكرم البالغ من العمر 24 عاماً.
أفادت تقارير إعلامية بأن ساجد ونفيد أكرم قاما مؤخرًا برحلة إلى جزيرة في الفلبين تخضع لسيطرة جماعات إسلامية متطرفة، حيث استخدم نفيد جواز سفر أسترالي، بينما دخل ساجد بجواز سفر هندي.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن السلطات الفلبينية أن الرجلين وصلا معًا إلى الفلبين في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وكانت وجهتهما النهائية مدينة دافاو، إحدى كبرى مدن جنوب جزيرة مينداناو. وأضافت السلطات أنهما غادرا البلاد في 28 نوفمبر/تشرين الثاني جوًا إلى مانيلا، قبل التوجه إلى سيدني، وذلك وفقًا لبيانات مكتب الهجرة والترحيل الفلبيني.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصة "إكس" لحظات من الفوضى على الشاطئ، حيث هرع الناس للتفرّق هربًا من دوي إطلاق النار وصفارات إنذار الشرطة، فيما باشرت السلطات على الفور تنفيذ عملية أمنية واسعة في المدينة لضمان سلامة السكان.
حوادث معاداة اليهود في أستراليا
وأظهرت إحصاءات حديثة صادرة عن المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين (ECAJ) ارتفاعًا في حوادث معاداة اليهود في أستراليا منذ اندلاع حرب أكتوبر/تشرين الأول 2023 في قطاع غزة. وسجلت الأرقام 1654 حادثة معادية لليهود خلال الفترة من 1 أكتوبر 2024 إلى 30 سبتمبر 2025، مقارنة بـ2062 حادثة في العام السابق، ما يمثل زيادة عن المتوسط السنوي قبل 7 أكتوبر 2023، والذي كان يقارب 342 حادثة فقط.
وأشار التقرير إلى أن هذا الارتفاع يُعد الأعلى بين دول مجموعة الـJ7 بين عامي 2021 و2024، وشمل استهداف أفراد ومؤسسات يهودية في مختلف أنحاء البلاد.
أستراليا تتعهد بمواجهة خطاب الكراهية
أعلن رئيس وزراء أستراليا، أنتوني ألبانيزي، عن إطلاق حملة وطنية لمكافحة "الكراهية والتطرف"، وذلك في أعقاب الهجوم الذي استهدف احتفالات عيد حانوكا على شاطئ بونداي في سيدني وأسفر عن مقتل 16 شخصاً، بينهم منفذ الحادث.
وأعرب ألبانيزي عن صدمة الحكومة والمجتمع تجاه الحدث، مؤكداً أن "الآفة الشريرة" التي يمثلها التطرف والكراهية تتطلب استجابة فورية وحازمة.
وقال: "الأستراليون صُدموا وغاضبون، وأنا غاضب أيضاً.. من الواضح أننا بحاجة للقيام بالمزيد لمكافحة هذه الآفة الشريرة، وأكثر بكثير".
أوضح ألبانيزي أن الحملة الحكومية تشمل استهداف الأفراد والدعاة المتطرفين الذين ينشرون خطاب الكراهية، بما في ذلك إمكانية إلغاء تأشيراتهم.
كما أشار إلى أن الحكومة ستصدر قوانين جديدة لتعزيز العقوبات على من يحرضون على العنف والكراهية، ووضع خطة لتصنيف المنظمات التي يقودها أشخاص يمارسون خطاب كراهية. وسيتم تعزيز صلاحيات وزير الشؤون الداخلية لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص المتورطين في هذه الأفعال.
Today