بقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط بالجنوب اللبناني: أي خيارات لدى لبنان وحزب الله؟
![1](https://static.euronews.com/articles/stories/09/06/45/36/800x450_cmsv2_82a88bed-7614-5b70-bee1-277f5f1bb4a3-9064536.jpg)
جاء انسحاب الجيش الإسرائيلي من كلّ القرى الحدودية في جنوب لبنان، باستثناء النقاط الخمس بالتزامن مع انتهاء مهلة تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وفي موازاة ذلك دخل الجيش اللبناني إلى تلك القرى بشكلٍ تدريجي، بسبب وجود متفجّرات في بعض الأماكن، وأضرار بالطرقات.
من جانبها أكدت الرئاسة اللبنانية ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب، وأعلنت عن التوجّه إلى مجلس الأمن الدولي لإلزام "إسرائيل" بتنفيذ القرار 1701.
وفي بيانٍ صادر عنها اليوم الثلاثاء نتيجة اجتماعٍ جمع الرئيس جوزاف عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء نواف سلام، جددت الرئاسة "التزام لبنان الكامل بالقرار 1701، على الرغم من الخروق الإسرائيلية المتكرّرة".
وأكّد البيان الذي تلته المتحدّثة الرسمية باسم الرئاسة، نجاة شرف الدين "دور الجيش اللبناني وجهوزيته للانتشار في جنوب لبنان بما يضمن أمن الجنوبيين". وذكّر ببيان الرئيسين الأميركي والفرنسي عشية قرار وقف إطلاق النار لجهة تأكيد فرنسا والولايات المتحدة العمل مع "إسرائيل" لتنفيذ القرار 1701 بالكامل.
وأعلن بيان الرئاسة عن أنّ المجتمعين لفتوا إلى أنّ وجود "إسرائيل" في الجنوب هو احتلال مع تمسّك لبنان باستعادة أراضيه بكافة الوسائل. وأشار البيان إلى أنّ المجتمعين سيتابعون التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى "إسرائيل".
وأمس، دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون رعاة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان إلى تحمّل مسؤولياتهم لتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في الموعد المحدّد، وإعادة الأسرى.
خيارات حزب الله
ومع التغيرات التي شهدتها الأشهر الأخيرة، تكثر التساؤلات في الداخل اللبناني حول موقف حزب الله وخياراته حيال بقاء الجيش الإسرائيلي في نقاط داخل الأراضي اللبنانية.
وفي حين يجد الحزب نفسه بين رفض بقاء إسرائيل في هذه النقاط، وبين ضغوط داخلية وخارجية وظروف تصعّب اتخاذه الخيار العسكري، فإنه يحاول التعاطي بحذر مع الموقف، وترك المجال الأساسي للدور الرسمي الذي تتولاه الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها الرسمية ورؤسائها، من دون أن يستبعد نهائياً الخيار العسكري من المعادلة، وهذا ما يقود إلى شيءٍ من الضبابية التي لاتزال تكتنف مشهد الأسابيع المقبلة في جنوب لبنان.
وعن هذا الالتباس في الموقف بالإضافة إلى وجود أسرى من الحزب لدى إسرائيل، يجيب الحزب على لسان مسؤول الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا الذي قال في مقابلة تلفزيونية مساء الاثنين 17 فبراير إنّ "موضوع أسرى حزب الله خلال الحرب الأخيرة، سيتناوله الأمين العام للحزب نعيم قاسم، الذي يتابع الموضوع".
وعن الهدنة والأوضاع المحلية، قال المسؤول في حزب الله، "إنّنا موعودون من رئيس الجمهورية بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضينا في الـ18 من فبراير وإطلاق سراح الأسرى"، مشيراً إلى أنّه في ما يخص الخروقات وبقاء الاحتلال، "هو متروك للدولة، وسيكون لنا موقف في ذلك".
كما أضاف، أنّه: "في ما يتعلق باستهداف عناصر أو قادة من حزب الله، سيكون لدينا قرار واضح وسنقوله للناس".
وكان الأمين العام للحزب قال يوم الأحد في 16 شباط إن "إسرائيل يجب أن تنسحب بالكامل في 18 فبراير، وإن على الدولة اللبنانية ألا تقبل بأي بقاء في نقاط خمس أو غير ذلك، وأنه لا توجد أي ذريعة لبقاء الاحتلال، ويجب ان يكون موقف الدولة اللبنانية صلباً وحاسماً" وفق تعبيره.
Today