لافروف يحذر من "المجهول" بعد الحديث عن ضمانات لكييف.. وترامب "يفضل" أن يلتقي بوتين وزيلينسكي بدونه

وعلّق لافروف على اجتماع واشنطن، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسبعة من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض، متهمًا هؤلاء القادة بمحاولات "خرقاء" لتغيير موقف الرئيس الأميركي من ملف أوكرانيا، على حد تعبيره.

وأضاف: "لم نرَ سوى تصعيد عدواني للوضع، ولم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين هناك".

تراجع عن القمة الثلاثية

وكان ترامب قد اعترف عقب الاجتماع في واشنطن بأن "حل الصراع أمر صعب"، لكنه دفع باتجاه عقد قمة ثلاثية تجمعه بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقد اقترح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن تستضيف مدينة جنيف السويسرية القمة، بينما أبدى رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، استعداد بلاده لاستقبالها في بودابست.

لكن ترامب بدا وكأنه تراجع، لاحقًا، عن موقفه الأولي، قائلًا إن "الأفضل" أن يلتقي الزعيمان، بوتين وزيلينسكي، أولًا من دونه، مضيفًا أنه سيشارك في اجتماعهما "إذا لزم الأمر"، لكنه يفضّل "أن يرى ما سيحدث". مرجحًا بأن لا يكون الزعيم الروسي راغبًا في إنهاء الحرب.

وقد ذكرت تقارير أن بوتين اقترح على ترامب أن يسافر زيلينسكي إلى موسكو لإجراء محادثات مباشرة، وهو أمر لم يكن من المرجّح أن توافق عليه أوكرانيا.

تقدم في ضمانات أوكرانيا

وكان القادة الأوروبيين قد حققوا بعض التقدم في ما يخص منح أوكرانيا ضمانات لإنهاء الحرب. إذ صرّح ترامب، الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الأوروبيين "عبر الجو" إذا وفّروا قوات برية في أوكرانيا في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار أو اتفاق سلام، مستبعدًا في الوقت نفسه نشر قوات أميركية هناك.

إلا أن الرئيس الأميركي لم يوضح ما إذا كان هذا الدعم الجوي سيشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية أو استخدام المقاتلات والطائرات الحربية.

وبينما تبقى التزامات ترامب غامضة، أكد "تحالف الراغبين"، الذي تقوده فرنسا والمملكة المتحدة، أنه يعمل على وضع خطط أكثر وضوحًا لقوة طمأنة يمكن إرسالها إلى أوكرانيا إذا توقفت الأعمال القتالية.

نبرة الكرملين تغيرت

ويرى بعض المراقبين أن نبرة تصريحات الكرملين تغيّرت بعد حديث ترامب عن قمة ثلاثية، مشيرين إلى أن لافروف حاول التهوين من شأن قمة ألاسكا التي جمعت ترامب ببوتين الجمعة الماضية.

وأوضح لافروف أن أي لقاء بين بوتين وزيلينسكي يجب أن يُحضَّر له "تدريجيًا... بدءًا من اطلاع الأطراف المعنية، ومن ثم المرور بجميع الخطوات المطلوبة".

كما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن ديمتري بوليانسكي، نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، قوله إن "أحدًا لم يرفض" فكرة المحادثات المباشرة، "لكن لا ينبغي أن يكون اللقاء لمجرد اللقاء".

وفي هذه الأثناء، يعقد قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعًا افتراضيًا اليوم الأربعاء، فيما يتوجّه القائد العسكري البريطاني، الأميرال توني راداكين، إلى واشنطن لإجراء مباحثات بشأن نشر قوة طمأنة في أوكرانيا.