دراسة جديدة: السلوك العدواني في المراهقة قد يسرّع الشيخوخة البيولوجية في سن البلوغ
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة فرجينيا الأمريكية أن السلوك العدواني لدى المراهقين قد يكون مؤشراً قوياً على تسارع الشيخوخة البيولوجية مع التقدم في العمر.
ووجد الباحثون أن الشباب الذين يظهرون سلوكاً عدائياً تجاه أصدقائهم ويواجهون صعوبات في بناء علاقاتهم الاجتماعية، خصوصاً مع آبائهم، يبدون أكبر سناً من نظرائهم عندما يبلغون سن الثلاثين.
الدراسة قادها البروفيسور جوزيف ألين، أستاذ علم النفس في جامعة فرجينيا، الذي تابع مع فريقه البحثي 123 مشاركاً "46 ذكراً و75 أنثى" على مدار 17 عاماً، بدءاً من عام 1998، حيث تم تقييم المشاركين بشكل دوري إلى جانب أصدقائهم المقربين ووالديهم.
واعتمدت الدراسة على مجموعة من المؤشرات البيولوجية التي تُستخدم عادة لقياس العمر الداخلي للجسم، مثل الكوليسترول، ضغط الدم، سكر الدم، عدد خلايا الدم البيضاء، مؤشرات الالتهاب، ومستويات البروتين.
وقال ألين: "هذه المؤشرات تمثل أداة دقيقة للغاية للتنبؤ بمدى طول عمر الإنسان وصحته المستقبلية".
علاقة الصراع مع الأب بتسارع الشيخوخة
خلصت الدراسة إلى أن استمرار الصراع مع الأب في مرحلة المراهقة المتأخرة، إضافة إلى استمرار السلوك العدواني تجاه الأصدقاء خلال مرحلة العشرينات، يرتبطان بشكل مباشر بمؤشرات الشيخوخة البيولوجية المبكرة.
وأوضح ألين، وهو مدير مختبر أبحاث المراهقة في جامعة فرجينيا، أن هذه النتائج تبني على دراسات سابقة أثبتت وجود علاقة بين العدوانية في العلاقات الاجتماعية المبكرة وأمراض القلب في مرحلة البلوغ.
وأضاف: "ما يميز دراستنا هو أنها لا تقتصر على التنبؤ بمشكلات القلب فحسب، بل تمتد إلى مجموعة أوسع من المؤشرات الفسيولوجية التي تكشف أن الجسم يبدأ في التدهور بشكل أسرع مما هو متوقع".
وحول العلاقة الخاصة بين الصراع مع الأب ومؤشرات الشيخوخة، يقول ألين: "لا توجد إجابة قاطعة بعد، لكن الأدبيات تشير إلى أن علاقة الفرد بوالدته تحدد عادة كيفية تعامله في العلاقات العاطفية المستقبلية، بينما يبدو أن علاقة الأبناء بآبائهم تؤثر في قدرتهم على التفاعل مع العالم الخارجي".
وأشار إلى أن الصراع مع الأب عادة ما يكون أكثر حدّة من الصراع مع الأم، مضيفاً: "الخلاف مع الأم غالباً ما يتوقف عند حد الصراخ أو الجدال، بينما الصراع مع الأب يمكن أن يبدو أكثر تهديداً أو رهبة بالنسبة للمراهق، حتى لو لم يتطور إلى عنف فعلي، وذلك بسبب طبيعة حضور الأب وصوته الأقوى".
سلوك المراهقين مع أصدقائهم... إنذار مبكر للصحة المستقبلية
وأوضح الباحث أن المراهقين غالباً ما ينظرون إلى صداقاتهم على أنها قضايا مصيرية، مضيفاً:"تشير بياناتنا إلى أن هؤلاء المراهقين على حق في ذلك، فأنماط العلاقات التي يشكلونها في هذه المرحلة الحساسة تؤثر فعلياً في صحتهم المستقبلية".
وشدد ألين على أن السلوك العدواني أو الصراعات الاجتماعية المتكررة بين المراهقين يجب ألا تُستهان بها، موضحاً: "إذا كان المراهق يدخل في علاقات عدائية متكررة أو يظهر سلوكاً عدوانياً، فهذا مؤشر خطر واضح يجب التعامل معه بجدية، لأنه لا يمس صحته النفسية فقط، بل يمتد تأثيره إلى صحته الجسدية طويلة المدى".
وأظهرت النتائج أن الآثار تنطبق على الجنسين "ذكر وأنثى" بنفس الدرجة.