البرهان يزور مخيم النازحين في الدبة.. وشبكة "أطباء السودان" تتهم الدعم السريع بحرق الجثث في الفاشر
زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مخيم العفاض في مدينة الدبة، الذي يؤوي آلاف النازحين الفارين من مدينة الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها واندلاع معارك عنيفة.
وقد التقى البرهان بالنازحين، وسط تواجد كثيف للعسكريين، في حين تصدّر منصات التوصل مشهدُ امرأة تحتضن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وتبكي على كتفه.
وتأتي هذه الزيارة بعد استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، عقب حصار دام 18 شهرًا.
وأسفر الهجوم على المستشفى السعودي في المدينة عن مقتل أكثر من 450 شخصًا، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى "اعتداءات على المنازل وارتكاب جرائم جنسية".
ورغم نفي قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أي عمليات قتل داخل المستشفى، تكشف شهادات الفارّين ومقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت وصور الأقمار الصناعية الدمار والمعاناة المروعة التي خلفها الهجوم.
"الدعم السريع يحرق مئات الجثث في الفاشر"
قالت شبكة "أطباء السودان" إن قوات الدعم السريع جمعت مئات الجثث من الشوارع والأحياء السكنية في الفاشر، ودفنت بعضها في مقابر جماعية، بينما أحرقت أخرى بالكامل.
ووصفت ما حدث بأنه "فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، مؤكدة أن هذه الأعمال تمثل انتهاكًا صارخًا لكل الأعراف الدولية والدينية، التي تكفل للضحايا حق الدفن الكريم وتحرم التمثيل بالجثث.
وحمّلت الشبكة قيادة قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه "الجرائم"، ودعت المجتمع الدولي إلى "تحرك فوري وعاجل لفتح تحقيق دولي مستقل" في الانتهاكات الجارية، مشيرة إلى أن ما يحدث "تجاوز حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة إبادة ممنهجة تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، في ظل صمت دولي يرقى إلى التواطؤ".
العنف يواصل تهجير ملايين السودانيين
أفادت منظمات مساعدات إنسانية أن عشرات الآلاف من السودانيين لجأوا إلى المخيمات المكتظة هربًا من الفظائع الجارية، فيما حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين في مناطق النزاع، وسط تصاعد العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، على خلفية صراع طويل.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الحرب أودت بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شخص، بينما نزح نحو 12 إلى 13 مليون شخص داخليًا.ويواجه حوالي نصف السكان انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، في ظل أزمة إنسانية توصف بأنها من الأسوأ عالميًا.
وحذر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعوم من الأمم المتحدة، أن أكثر من 21 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، بما في ذلك نحو 30% من الأطفال دون الخامسة الذين يعانون سوء التغذية.
وأشار التقرير إلى أن 375 ألف شخص تعرضوا للجوع منذ سبتمبر/أيلول، وأن أكثر من 6 ملايين شخص في أنحاء السودان يواجهون مستويات مرتفعة من الجوع، مع وجود 20 منطقة أخرى معرّضة لخطر المجاعة.
وتتوقع الأمم المتحدة استمرار الوضع حتى مايو/أيار 2026 على الأقل.
من جانبها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة فرار أكثر من 36 ألف مدني من شمال كردفان بسبب تصاعد المعارك في دارفور المجاور.