ترامب: العمليات البرية ضد شبكات تهريب المخدرات في فنزويلا ستبدأ قريباً جداً
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القوات المسلحة "ستبدأ قريباً جداً" عمليات برية لوقف تهريب المخدرات في فنزويلا، وذلك بعد ما وصفه بالنجاح اللافت للعملية البحرية "رأس الحربة"، التي قال إنها قلّصت نشاط شبكات التهريب عبر البحر بنسبة 85% منذ سبتمبر الماضي.
وخلال مكالمة تهنئة بمناسبة عيد الشكر مع عسكريين أمريكيين، أكد ترامب أن واشنطن تتجه لاتخاذ خطوات جديدة تستهدف التهريب القادم من فنزويلا، لكنه امتنَع عن كشف تفاصيل تنفيذ العملية أو نطاقها الزمني.
تحول في مسارات التهريب.. وواشنطن توسّع خياراتها
وأشار ترامب إلى أن العمليات البحرية دمّرت أكثر من 20 قارب تهريب في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ منذ بداية سبتمبر. وأضاف: "على الأرجح، لاحظ المهربون أن نقل المخدرات بحراً لم يعد آمناً، وسنبدأ قريباً في تعطيل نشاطهم عبر الطرق البرية أيضاً، وهو ما سيكون أسهل من الناحية العملياتية".
وبرّر الرئيس الأمريكي هذا التصعيد بالقول إن "السموم التي يرسلها المهربون تقتل آلاف الأمريكيين سنوياً"، مؤكداً أن وقف تدفق المخدرات بات "أولوية أمن قومي".
وفي خطوة تُعد الأكبر منذ عقود في المنطقة، دفعت الولايات المتحدة في 16 نوفمبر بحاملة الطائرات الضخمة "يو إس إس جيرالد آر فورد" إلى البحر الكاريبي، ترافقها خمس مدمرات وطرادان صاروخيان، إلى جانب إدراج منظمة "كارتل الشمس" الفنزويلية على قائمة الإرهاب وربطها مباشرة بالرئيس نيكولاس مادورو.
بين التصعيد العسكري ومسارات الحوار
ورغم تشدد الخطاب، أبدت واشنطن وكاراكاس على حدّ سواء استعداداً لفتح قنوات اتصال، فقد أكد المدعي العام الفنزويلي طارق وليم صعب أن بلاده "منفتحة على الحوار"، بينما قال ترامب إنه مستعد لإجراء محادثات مع مادورو "لإنقاذ حياة الكثيرين".
في المقابل، أصدر الرئيس الفنزويلي أوامر للقوات الجوية بالبقاء "متيقظة وجاهزة للدفاع عن البلاد". وخلال فعالية عسكرية في قاعدة ماراكاي الجوية، نفذت القوات تدريبات تحاكي اعتراض طائرات معادية، في رسالة واضحة إلى واشنطن بأن كاراكاس مستعدة لأي سيناريو.
وشن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز انتقادات لاذعة لما وصفه بـ"الحكومات المتملقة" التي، بحسب تعبيره، "تشارك في اللعبة الإمبريالية لعسكرة الكاريبي"، دون تسمية تلك الدول مباشرة.
تداعيات مباشرة على حركة الطيران وعزلة متزايدة
التوتر المتصاعد انعكس سريعاً على حركة النقل الجوي. فقد ألغت الحكومة الفنزويلية امتيازات الطيران الممنوحة لعدد من الشركات العالمية، بينها إيبيريا وطاب والخطوط الجوية التركية وأفيانكا ولاتام كولومبيا وغول، متهمة إياها بـ"الانخراط في أعمال إرهابية" تدعمها الولايات المتحدة.
وأدى القرار إلى شلل نسبي في مطار مايكيتيا الدولي، الذي لم يشهد يوم الخميس سوى سبع رحلات مغادرة وسبع رحلات وصول. ودعت منظمة النقل الجوي الدولي (IATA) الحكومة الفنزويلية إلى إعادة النظر في هذا الإجراء، محذرة من تأثيره على سلامة واستقرار الحركة الجوية.
من جانبها، أكدت شركة "إيبيريا" أنها تتطلع إلى استئناف رحلاتها في أقرب وقت ممكن، حال توفر الظروف الأمنية المناسبة.
Today