من هم الرابحون والخاسرون الحقيقيون من تعريفات "يوم التحرير" التي فرضها دونالد ترامب؟

مع تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحرب التجارية مع معظم دول العالم يوم الأربعاء، بما يشمل حتى الأراضي غير المأهولة مثل تلك التي تسكنها طيور البطريق فقط، أدى مناخ عدم اليقين في الأسواق إلى انخفاض حاد في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى.

وتراجعت أسهم شركات Meta وNvidia وApple وAmazon بنسبة تتراوح بين 5% و13% بعد إعلان ترامب، وفقًا لبيانات غوغل المالية.

وعلى الرغم من أن بعض هذه الشركات تواجه بالفعل خسائر كبيرة، فإن شركات أخرى قد تتمكن من تجنب التداعيات الأشد لسياسات التعريفات الجديدة.

فيما يلي نظرة على صناعتين رئيسيتين ذات ثقل تكنولوجي كبير، تظهر كل منهما في موقف مختلف تمامًا في أعقاب إعلان ترامب "يوم التحرير".

الرابحون: أشباه الموصلات (والذكاء الاصطناعي)

وفقًا لبيان حقائق وزعته إدارة ترامب، تُعتبر صناعة أشباه الموصلات واحدة من الاستثناءات الواضحة في خطته الجديدة للتعريفات الجمركية.

وهذا يعني أن شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC)، التي تُعد لاعبًا رئيسيًا في قطاع الذكاء الاصطناعي، معفاة من الرسوم الجمركية المفروضة على تايوان بنسبة 32%.

وتوفر الشركة رقائق أشباه الموصلات للشركات الأمريكية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل NVIDIA، التي تمد شركات مثل OpenAI وGoogle بالقدرات الحسابية اللازمة لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية.

وقد يعني ذلك أيضًا أن شركة ASML الهولندية، المزود الرئيسي للمعدات اللازمة لصناعة أشباه الموصلات، قد تحصل على إعفاء من التعريفة الجمركية البالغة 20% المفروضة على السلع المصنوعة في الاتحاد الأوروبي.

تواصلت يورونيوز نيكست مع شركتي TSMC وASML للحصول على تعليقات بشأن الإعفاءات الجمركية. ولم تتلق ردًا فوريًا من ASML، في حين رفضت TSMC تقديم أي تعليق.

وأعلنت شركة TSMC في وقت سابق من هذا الشهر عن توسيع استثماراتها في الولايات المتحدة بمقدار 100 مليار دولار (90 مليار يورو)، لتغطي ثلاثة مصانع جديدة، ومرافق تعبئة متقدمة، ومركز للأبحاث والتطوير في أريزونا، ليصل إجمالي استثماراتها في البلاد إلى 165 مليار دولار (148.57 مليار يورو).

ووصفت الإدارة الأمريكية هذه الخطوة بأنها "أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ الولايات المتحدة".

وفي ديسمبر، توقعت شركة ASML في تعليقات لمجلة Fortune للأعمال أن التعريفات الأمريكية لن يكون لها تأثير كبير على توقعاتها المالية لعام 2025، وذلك قبل إعلان الأربعاء.

الخاسرون: قطاع التجارة الإلكترونية

ووقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يوم الأربعاء بالتزامن مع فرض التعريفات الجمركية، منهياً بذلك ثغرة تجارية سمحت لعمالقة التجارة الإلكترونية مثل شين وتيمو وأمازون بشحن الطرود من الصين وهونغ كونغ.

وكان إعفاء الحد الأدنى يتيح للشركات الصينية إرسال الطرود مباشرة إلى المستهلكين الأمريكيين بقيمة أقل من 800 دولار (720 يورو) دون دفع رسوم جمركية.

ويفرض الأمر التنفيذي الآن رسومًا بنسبة 30% أو 25 دولارًا (22.51 يورو) على كل سلعة من هذه الشحنات، على أن تزيد إلى 50 دولارًا (45.02 يورو) لكل سلعة بحلول 1 يونيو.

ويتهم الأمر التنفيذي الصين باستخدام "ممارسات شحن خادعة" و"إخفاء مواد غير مشروعة"، مثل المواد الأفيونية، داخل الطرود.

وجاء في الأمر التنفيذي: "بينما قدمت الولايات المتحدة سابقًا إعفاءً سخيًا في الحد الأدنى، فإن الصين تفرض قيودًا صارمة على الاستيراد... ولا تقدم أي تساهل مماثل تجاه الشحنات الأمريكية".

واستغل البائعون الصينيون هذه الثغرة لزيادة حصتهم السوقية على أمازون إلى أكثر من 50%، في حين يمثل البائعون الأمريكيون حوالي 45%، وفقًا لبحث أجراه موقع Marketplace Pulse.

وأطلقت أمازون مؤخرًا قسمًا جديدًا على موقعها للمنتجات الصينية منخفضة التكلفة والمصنوعة في الصين، بهدف منافسة شين وتيمو.

وتواصلت يورونيوز نيكست مع أمازون للحصول على تعليق بشأن التعريفات الجمركية المفروضة، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى وقت النشر.