"يهدف إلى دفن فكرة الدولة الفلسطينية".. فرنسا تدين مشروع إسرائيل الاستيطاني شرق القدس

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن "فرنسا تدين بأشد العبارات قرار السلطات الإسرائيلية الموافقة على مشروع مستوطنة "إي 1" E1 الذي يلحظ بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة سكنية شرق القدس".
تقسيم الضفة
ورأت باريس أن استكمال هذا المشروع الاستيطاني "سيقسّم الضفة الغربية إلى قسمين، ويقوّض بشكل خطير حل الدولتين، وهو الوحيد القادر على ضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين".
وأكدت فرنسا أنها "لا تزال تتحرك إلى جانب شركائها الأوروبيين لزيادة الضغط على إسرائيل، من أجل وضع حد للاستعمار، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات جديدة على الأفراد والكيانات المسؤولة عن الاستعمار"، بحسب المتحدث.
وكان سموتريتش، قد دعا الخميس إلى تسريع وتيرة مشروع لبناء هذه الوحدات. وطالب بضم الأراضي الفلسطينية ردا على إعلان عدة دول نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال سموتريتش إن "خطط التوسع الاستيطاني في تلك المنطقة تدفن فكرة الدولة الفلسطينية".
وهذا المشروع الاستيطاني سيقطع الضفة الغربية شطرين وسيحول نهائيا دون قيام دولة فلسطينية تتسم بتواصل جغرافي، بحسب معارضيه.
والمنطقة التي يتحدث عنها سموتريتش هي E1 قرب معاليه أدوميم، وتتمتع بموقع استراتيجي يفصل بين المناطق الواقعة جنوب القدس وشمالها.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن إسرائيل "طرحت 6 عطاءات لبناء وتوسعة لصالح مستعمرتي أرئيل الجاثمة على أراضي محافظة سلفيت، ومعاليه أدوميم الجاثمة على أراضي محافظة القدس، بواقع 4000 وحدة استعمارية جديدة".
وأوضحت "هيئة مقاومة الجدار والاستعمار" الفلسطينية، أن العطاءات الستة مقسمة إلى ثلاثة عطاءات لتوسعة الحي الجديد "أرئيل غرب"، من أجل بناء ما مجموعه 730 وحدة جديدة، وثلاثة عطاءات أخرى لتوسعة مستعمرة "معاليه أدوميم"، أضخمها العطاء رقم 320/2025 الذي يهدف لبناء 2902 وحدة جديدة.
استنكار دولي وعربي
ولقيت دعوة سموتريتش تنديدات دولية واسعة من دول عربية وأوروبية.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن قرار إسرائيل بناء المستوطنة خطوة غير قانونية، مشيراً إلى أن الخطة تهدد الفلسطينيين بالإخلاء القسري الوشيك، وهو ما يعد جريمة حرب.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أكد الخميس في بيان أن هذه المستوطنات غير القانونية ستزيد ترسيخ الاحتلال وتفاقم التوترات في المنطقة.
وفي سياق التنديد الدولي، أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن رفضها الشديد لتصريحات إسرائيل بشأن الموافقة على بناء آلاف الوحدات في مستوطنات الضفة الغربية، معتبرة أن توسيع مستوطنة معاليه أدوميم سيقيد حركة الفلسطينيين.
وأدانت الخارجية المصرية، في بيان، بما وصفته "التصريحات المتطرفة الصادرة عن الوزير الإسرائيلي الداعية لفرض السيادة الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية"، مؤكدةً أنه "مؤشر جديد على الانحراف والغطرسة الإسرائيلية، التي لن تحقق الأمن أو الاستقرار لدول المنطقة بما فيها إسرائيل، طالما لا تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة".
بدورها، دانت الخارجية الأردنية تصريحات سموتريتش وأكدت في بيان "رفض المملكة المطلق وإدانتها لهذه الخطة الاستيطانية والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية التي تشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا القرار 2334 الذي يدين جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير التكوين الديموغرافي وطابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية".
وأعربت دول بينها فرنسا وبريطانيا وكندا عن نيتها الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/ أيلول.
وتعتبر إسرائيل الضفة الغربية جزءاً من أراضيها وترفض عدم الاعتراف الدولي بالسيطرة عليها، كما تطلق عليها اسم "يهودا والسامرة".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، فرضت حكومات بريطانيا وكندا والنرويج ونيوزيلندا وأستراليا عقوبات على سموتيرتش وزميله في الحكومة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير متهمة إياهما بالتحريض المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
سفير فرنسا يوجه دعوة للاسرائيليين
في مقال باللغة العبرية، وجَّه السفير الفرنسي في تل أبيب، فريدريك جورنس، الأربعاء، رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين سعياً لإقناعهم بأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية لا يلحق بهم الضرر، بل يُعدُّ هزيمة لحركة "حماس".
وكتب جورنس في المقال الذي نشرته صحيفة "هآرتس" يقول إنه قرر التوجه إلى الإسرائيليين لأن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الاعتراف القريب بالدولة الفلسطينية قوبل بأسئلة عديدة في إسرائيل، بل وباحتجاجات شديدة.
وتابع: "أنا هنا أريد أن أشرح لماذا هذه الخطوة التي اتخذتها بلادي بعيدة عن كونها انتصاراً للإرهاب، وإنما العكس هو الصحيح، فهي على المدى البعيد ستساهم في أمن إسرائيل وأمن المنطقة كلها".
وقال: "هناك وضع يجب أن يتغير في غزة. إن وجود 5 آلاف طفل تحت سن الخامسة خضعوا للعلاج في يونيو/ حزيران بسبب سوء التغذية الشديد هو عدد حقيقي. دمار مدن كاملة هو حقيقي. خوف الناس الذين يتجمعون عند مراكز الإغاثة ليس وهمياً".
وتابع: "الكارثة الإنسانية في غزة تغذي المتطرفين حالياً، وتمهد الطريق لإرهاب الغد، وتعزز حملة التشهير بإسرائيل وموجة جديدة من معاداة السامية، في بلادي وفي العالم، وهي ظاهرة مخيفة. هذه الكارثة تمنع أي فرصة للمصالحة".
Yesterday