غزة في اليوم الـ690 من الحرب: مجاعة متفاقمة وعدّاد الموت لا يتوقف

أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الثلاثاء، أنّ ثلاثة بالغين قضوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة منذ بدء الحرب إلى 303 أشخاص، بينهم 117 طفلاً.
وفي موازاة ذلك، استقبلت مستشفيات القطاع 75 قتيلاً و370 جريحاً خلال الـ24 ساعة الأخيرة، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى أكثر من 62,800 قتيل و158,600 مصاب.
هذا وقُتل ثلاثة مدنيين وجُرح آخرون بينما كانوا يحاولون الحصول على مساعدات قرب محور نتساريم في وسط القطاع، بعدما استهدفهم الجيش الإسرائيلي بالرصاص.
وتقول وزارة الصحة في غزة إنّ محاولات الفلسطينيين للحصول على المساعدات الإنسانية تحوّلت إلى مشاهد دامية منذ بدء الحرب، حيث قُتل ما يزيد على ألفي شخص وأصيب أكثر من 13 ألفًا وخمسمئة آخرين أثناء تجمعهم عند نقاط توزيع الإغاثة أو على الطرق التي تسلكها قوافل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
القطاع الصحي على شفا الانهيار
لم تعد المستشفيات في غزة قادرة على التعامل مع حجم الكارثة، فبنوك الدم تعاني من نقص حاد في وحدات الدم، فيما تتطلب طبيعة الإصابات الحرجة كميات إضافية لإنقاذ الأرواح.
ومع تفشي المجاعة وغياب حملات التبرع، وجّهت وزارة الصحة اليوم نداءً عاجلاً لإنقاذ المنظومة الطبية من الانهيار.
وفي خان يونس، زاد القصف الإسرائيلي على مستشفى ناصر الوضع سوءاً أمس، بعدما أوقع عشرين قتيلاً بينهم خمسة صحفيين، ما أثار موجة غضب دولية واسعة.
حصار خانق ومجاعة متفاقمة
بعد مرور 22 شهرًا على الحرب، ترزح غزة تحت وطأة المجاعة، بينما يتقدّم الجيش الإسرائيلي نحو المدينة بهدف السيطرة عليها، محذّرًا من أن مصيرها قد يكون التدمير رغم اكتظاظها بالمدنيين.
منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول المساعدات الإنسانية. ولاحقًا، سُمح بإدخال كميات محدودة لا تكفي لسد الحد الأدنى من احتياجات أكثر من مليوني إنسان عالقين في دائرة الجوع.
وقد وصف فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، هذا المشهد بأنه "مجاعة من صنع الإنسان"، مؤكداً أنّ تقاعس المجتمع الدولي صادم. وأضاف: "قتل الصحفيين في غزة هو إسكات لأصوات توثق موت الأطفال بصمت وسط المجاعة"، داعياً إلى فتح الأبواب فوراً ومن دون قيود، وحماية الصحفيين والعاملين الإنسانيين.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت يوم الجمعة الماضية دخول غزة رسميًا في مرحلة المجاعة، وحذّر الخبراء من أنّ نحو 500 ألف شخص يرزحون تحت أوضاع وُصفت بـ"الكارثية".
ضغوط أوروبية وحراك شعبي متصاعد في إسرائيل
في أوروبا، وقّع 206 سفراء ومسؤولين سابقين رسالة إلى الاتحاد الأوروبي طالبوا فيها بفرض إجراءات صارمة على إسرائيل، احتجاجاً على سياساتها في غزة والقدس الشرقية، ومنعها الأونروا من تقديم المساعدات. وقد أعربت الرسالة عن "خيبة أمل عميقة" من عجز الاتحاد عن الضغط على تل أبيب.
أما داخل إسرائيل، فتشهد مدن عدة مظاهرات منذ ساعات الصباح تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى، ما يعكس اتساع الهوة بين حكومة نتنياهو والرأي العام الإسرائيلي.
وتسود أوساط عائلات الرهائن مخاوف متزايدة من أن تؤدي أي عملية عسكرية جديدة إلى تعريض ذويهم لمزيد من الخطر، فيما يطالب جزء كبير من الإسرائيليين بوقف القتال والتوصل إلى اتفاق يضمن عودة الأسرى. وقد ساهم استدعاء جنود الاحتياط في تعزيز هذه المخاوف.
غير أن مسار التهدئة ما زال معلقًا على القرار السياسي، إذ نقلت وكالة بلومبيرغ عن أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن الحكومة منحت حركة حماس مهلة حتى منتصف أيلول/ سبتمبر للموافقة على اتفاق يتضمن إعادة الرهائن وتفكيك سلطتها في غزة، ملوّحًا بأن الجيش سيكون جاهزًا لعملية واسعة في المدينة إذا لم يتحقق ذلك.
Today