بارّاك من بعبدا: لا نريد حربًا أهلية في لبنان ومقترح نزع سلاح حزب الله ليس بالضرورة عسكريًا

وكان بارّاك قد زار تل أبيب يوم الأحد، والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رحّب بدوره بقرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الحزب، وتعهد بتقليص الوجود العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان في حال تم اتخاذ خطوات بناءة في هذا الصدد، كما أعرب عن استعداده لمساعدة الدولة اللبنانية في نزع السلاح.
وقال بارّاك إن بلاده ستعمل على ضمان انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لكن "الأهم هو نزع سلاح حزب الله"، مشيرًا إلى أن الحكومة اللبنانية حددت 11 نقطة ووعدت بالالتزام بها.
كما أشار إلى أن مسألة نزع السلاح قد لا تكون عسكرية، دون أن يوضح كيف يمكن لذلك أن يحصل، خاصة في ظل تمسّك الحزب بموقفه تحت كافة السيناريوهات، كما عبّر أمينه العام، نعيم قاسم، في خطاب وجهه أمس الاثنين، قائلاً إن على الدولة اللبنانية أن تضع خطة "للسيادة" وأن على إسرائيل أن تنسحب أولًا قبل الحديث عن نزع السلاح.
برّاك: الشرع لا يرى ضعف الشيعة كفرصة
وأوضح بارّاك أن إسرائيل تقول إنها لا تريد احتلال لبنان، كما تطرق إلى وضع سوريا في ضوء التطورات التي تجري في المنطقة، قائلًا إن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لا يرى ضعف إيران والشيعة كفرصة له.
وكان بارّاك قد أدلى سابقًا بتصريح جدلي قال فيه إن على لبنان التحرك "قبل أن يجد نفسه جزءًا من بلاد الشام"، لافتًا إلى أن سوريا تعيد فرض نفسها في المنطقة، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تهديد لبيروت، غير أن المبعوث الأمريكي رفض أن تكون له مثل هذه النية.
وقال بارّاك إن واشنطن توافق على تمديد ولاية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) لمدة عام واحد، وذلك بعد أن بدأ مجلس الأمن مناقشة مشروع قرار قدّمته فرنسا لتمديدها تمهيدًا لانسحابها تدريجيًا.
غراهام: مسألة نزع السلاح تأتي بمعزل عن انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان
وأتى مؤتمر بارّاك بعد إحاطة إعلامية لوفد من الكونغرس الأمريكي، بمشاركة ليندسي غراهام، الذي قال إن قرار نزع سلاح الحزب، بعزل عن إسرائيل، هو رغبة الشعب اللبناني بالأساس.
وتابع: "مورغان وتوم هنا لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريدهما هنا. نحن هنا لنخبركم أننا ندعم ما تحاولون القيام به، وأنه إذا بذلت جهدًا لنزع سلاح حزب الله، سنكون هنا لمحاولة المساعدة".
وأضاف أن على بيروت أن تسلك هذا المسار بغض النظر عن انسحاب الدولة العبرية من جنوب لبنان، قائلًا: "لماذا على إسرائيل أن تطلب منكم نزع السلاح؟ سواء انسحبت تل أبيب أم لم تنسحب، لا يقول أحد في لبنان إننا نزيل سلاح حزب الله بانتظار خطوة متبادلة منها.. اذا كنتم تفكرون بهذه الطريقة سوف تفشلون، لأن نزع سلاح حزب الله هو في مصلحتكم ومصلحة للمنطقة برمتها".
وشبّه غراهام تبعات سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كان مورّد السلاح الأساسي لحزب الله، والحليف الاستراتيجي السابق لإيران، بسقوط جدار برلين قائلًا: "عواقب سقوط الأسد بالنسبة لي تشبه عوقب سقوط جدار برلين. هذه فرصة كبيرة لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي للجميع. كما أنني ممتن أيضًا لأن لدينا رئيس (عن الشرع) يتمتع بنظرة فاحصة".
كما وعد لبنان بالازدهار الاقتصادي والتنمية وإمكانية فتح شراكة دفاعية مع الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ذلك يبقى قيد الشروط المذكورة، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن السعودية "لن تأتي إلى لبنان ما لم يُنزع سلاح الحزب".
Today