عقب ضربة قطر وقبيل تحركات دبلوماسية حاسمة.. روبيو في إسرائيل لتجديد الدعم الأميركي

وصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأحد إلى إسرائيل، في زيارة يهدف من خلالها إلى تجديد دعم بلاده للدولة العبرية، رغم الجدل الذي أثارته الضربات الإسرائيلية على الدوحة والتي استهدفت قادة من حركة حماس وأثارت انتقادًا نادرًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تداعيات الضربات على قطر
أثارت الضربات غير المسبوقة غضب قطر، الحليف الوثيق لواشنطن في المنطقة، كما واجهت إدانات إقليمية ودولية. وألقت بظلالها على محاولات التوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن، خصوصًا أن الدوحة تُعد طرفًا رئيسيًا في الوساطة غير المباشرة بين إسرائيل وحماس. وقد أكدت الحركة نجاة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية من القصف.
سياق دولي ضاغط
تأتي الزيارة في ظل ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل مع تصعيد عملياتها في شمال قطاع غزة، وقبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تستعد خلالها دول غربية، من بينها فرنسا وبريطانيا، للاعتراف بدولة فلسطينية، خطوة ترفضها كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
من المقرر أن يلتقي روبيو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، فيما يتوقع أن تكون لقاءاته السياسية الأساسية يوم الاثنين بعد زيارته حائط المبكى في القدس الأحد.
موقف واشنطن
روبيو أكد قبيل سفره أن انتقاد ترامب لن يغيّر من التزام واشنطن بأمن إسرائيل، قائلاً: "ما حدث قد حدث. من الواضح أننا لسنا سعداء بذلك، والرئيس لم يكن سعيدًا به". لكنه أضاف أن المسألة ستُناقش خصوصًا من حيث تأثيرها على جهود التوصل إلى هدنة في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي واشنطن، كان ترامب قد التقى الجمعة رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في وقت تستعد فيه الدوحة لاستضافة قمة عربية إسلامية الاثنين للتعبير عن رفض الهجوم الإسرائيلي.
مواقف الأطراف
تواصل قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، لعب دور محوري في جهود الوساطة لوقف القتال، واستضافت جولات عديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل. من جهته، جدّد نتنياهو السبت الدفاع عن استهداف قادة الحركة، معتبراً أن "التخلص منهم سيُزيل العقبة الرئيسية أمام الإفراج عن جميع رهائننا وإنهاء الحرب".
الوضع الميداني في غزة
تأتي زيارة روبيو بينما تصعّد إسرائيل عملياتها العسكرية ضمن خطتها للسيطرة على مدينة غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجّه إنذارات جديدة للسكان بإخلاء المدينة، مشيرًا إلى أن عدد النازحين تجاوز 250 ألف شخص. لكن الدفاع المدني في غزة قدّر عدد النازحين إلى جنوب القطاع بنحو 68 ألفًا فقط، مشيرًا إلى أن كثيرين ما زالوا في المدينة أو عاجزين عن إيجاد مأوى في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل إقامة "منطقة إنسانية".
بحسب تقديرات الأمم المتحدة في أغسطس الماضي، كان عدد سكان مدينة غزة ومحيطها يتجاوز المليون نسمة. وقد حذّرت المنظمة الدولية وأطراف أخرى من أن العملية العسكرية ستفاقم الأزمة الإنسانية، خصوصًا بعد إعلان الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة في القطاع الشهر الماضي.
المواقف الدولية
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا دعت في بيان مشترك الجمعة إلى "وقف فوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة". كما صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يهدف إلى إعادة إحياء حل الدولتين دون إشراك حركة حماس.
وأكدت واشنطن أن زيارة روبيو تأتي أيضًا في إطار مواجهة الحراك الدبلوماسي الهادف إلى الاعتراف بدولة فلسطينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيغوت إن بلاده ستُظهر التزامها بـ"التصدي للإجراءات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، الذي من شأنه أن يكافئ حماس".
Today