عشرون دولة في نادي الـ"F-35" واحتمال انضمام السعودية يتصاعد.. ماذا تعرف عن هذه المقاتلة؟

تتصدر طائرة إف 35 مشهد القوة الجوية العالمية باعتبارها أكثر المقاتلات تقدمًا وفتكًا في العصر الحديث، مع انتشارها في عشرين دولة حول العالم وتجاوز عدد الطائرات المسلّمة عالميًا 1,230 طائرة، بحسب البيانات المنشورة في موقع شركة لوكهيد مارتن المصنعة لهذه الطائرة المقاتلة، وتقارير صحافية من بينها جيروزالِم بوست.

وتستمر الطائرة في لعب دور محوري في الاستراتيجية العسكرية الأميركية وتعزيز منظومات التحالف الدولي، فيما يثار حديث متزايد عن احتمال انضمام السعودية إلى هذا النادي من المستخدمين مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأثنين 17 تشرين الثاني/نوفمبر عزمه بيع السعودية طائرات إف 35.

مؤشرات توسع عالمي

تشير جيروزالِم بوست إلى أن الطائرة أصبحت جزءًا من منظومة الردع التي يعتمد عليها حلف شمال الأطلسي وعدد من الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة. وقد برزت هذه الأهمية مع انضمام رومانيا إلى البرنامج في عام 2024 كالدولة العشرين التي تتسلم المقاتلة، فيما ترى مارا ماذرواي، نائبة رئيس قسم الاستراتيجية في لوكهيد مارتن، أن انتشار الطائرة عبر أوروبا يمهد، من وجهة نظر الشركة، لمرحلة جديدة من التعاون الجوي داخل التحالفات الغربية.

وتشمل الدول التي تشغّل أو تعاقدت على طائرات إف 35 كلًا من: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، إيطاليا، هولندا، كندا، أستراليا، الدنمارك، النرويج، اليابان، كوريا الجنوبية، إسرائيل، بلجيكا، بولندا، سنغافورة، فنلندا، سويسرا، ألمانيا، جمهورية التشيك، اليونان، ورومانيا.

السياق الإقليمي ودور إسرائيل

تذكر جيروزالِم بوست أن إسرائيل تبقى الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشغل طائرة إف 35، بعد صفقة أولى وُقّعت عام 2010 وتلتها عمليات تسليم بدءًا من عام 2016، وصولًا إلى استخدامها في مهام قتالية عام 2018. وتضع الصحيفة هذه الخطوة ضمن إطار الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. كما تشير إلى أن احتمال دخول السعودية إلى البرنامج يحمل أبعادًا محتملة تتعلق بالشراكات العسكرية المستقبلية، سواء عبر مسارات التطبيع أو ضمن التعاون القائم مع القيادة المركزية الأميركية.

وتوضح الصحيفة أن الطائرة تُشغّل حاليًا من عشرات القواعد والسفن في العالم، وأن توسع البرنامج يعكس دورًا متناميًا في هيكلة التعاون العسكري بين الدول الحليفة.

الخصائص التقنية كما تعرضها لوكهيد مارتن

يقدّم الموقع الرسمي لشركة لوكهيد مارتن تفاصيل تقنية تتعلق بتصميم الطائرة وخصائص تشغيلها، وتشمل آليات التخفي المبنية على هندسة وزوايا تقلل من ارتداد إشارات الرادار، وطلاءً مصمما لامتصاص الموجات الرادارية، ودمج الأسلحة والوقود داخل البدن بهدف خفض البصمة الرادارية، إلى جانب معالجة حرارة المحرك بما يقلل من إمكانية رصده. وتشير الشركة إلى أن منظومة الحرب الإلكترونية المدمجة صُممت للتعامل مع التهديدات الكهرومغناطيسية على اختلافها.

وتعرض الشركة أيضًا آلية دمج المستشعرات والبيانات في منصة واحدة تعمل ضمن ميادين متعددة تشمل الجو والبر والبحر والفضاء والفضاء الإلكتروني، معتبرة أن هذا الدمج يشكل أحد مرتكزات تصميم الطائرة كما تقدمه الشركة المصنعة.

قدرات التشغيل والاقتصاد الدفاعي

بحسب بيانات لوكهيد مارتن، تجاوز برنامج إف 35 حاجز 1,230 طائرة مسلّمة عالميًا، فيما سُجّلت أكثر من مليون ساعة طيران، مع خطط إنتاج سنوية تصل إلى 156 طائرة. وتربط الشركة بين هذه الأرقام وبين ما تعتبره طلبًا متواصلاً من الدول الحليفة. كما تشير إلى أن البرنامج يضيف نحو 72 مليار دولار سنويًا إلى الاقتصاد الأميركي، وأن تكلفة ساعة الطيران انخفضت بنسبة 50 في المئة منذ عام 2015 بعد تحسينات في عمليات الإنتاج والدعم اللوجستي.

التشغيل في البيئات القاسية والتغير اللوني

تتوقف الشركة عند التغير اللوني الذي يظهر على سطح الطائرة أحيانًا، وتصفه بأنه نتيجة طبيعية للتشغيل في بيئات متنوعة، وخصوصًا العمليات البحرية، مؤكدة أنه لا يشير إلى تراجع في الأداء أو إلى تآكل هيكلي. وتقول إن البرنامج أدخل طبقات جديدة للحد من هذا التغير، مع استمرار فرق الصيانة في التعامل مع الآثار المرتبطة بالاستخدام المكثف.

الاستقلالية التشغيلية ومسألة "زر القتل"

تنفي لوكهيد مارتن صحة ما يشار إليه بـ"زر القتل" الذي يمكن من خلاله التحكم بالطائرة عن بعد، وتوضح أن الدول المشغلة، ومن بينها المملكة المتحدة والنرويج وهولندا وفنلندا وسويسرا وجمهورية التشيك، تدير أساطيلها ضمن سيادتها الكاملة، بما يشمل دمج أنظمتها الوطنية للأسلحة وتنفيذ المهام التشغيلية بشكل مستقل.

التطوير المستمر والتسليح

تشير الشركة إلى أن برنامج التحديث المعروف بـBlock 4 يضيف قدرات جديدة تشمل توسيع نطاق الأسلحة التي يمكن دمجها على الطائرة. وتورد أن نسخة إف 35 بي أجرت هذا العام تجارب ناجحة لصاروخ "ميتيور" الأوروبي، ضمن الجهود الهادفة إلى تعزيز التكامل بين الطائرة وأنظمة التسليح المستخدمة لدى الحلفاء.