افتتاح خط أنابيب كيليس-حلب.. أذربيجان تبدأ ضخ الغاز الطبيعي إلى سوريا عبر تركيا

مع افتتاح خط أنابيب الطاقة بين تركيا وسوريا، بدأت أذربيجان السبت في تصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا.
وقد حضر حفل الافتتاح الذي أقيم في كيليس على بعد سبعة كيلومترات من الحدود السورية، كل من وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار ورئيس صندوق التنمية القطري فهد حمد السليطي، ووزير الطاقة السوري محمد البشير ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكاييل جباروف.
وفي كلمته الافتتاحية، قال الوزير التركي إنه مع تصدير 2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً في المرحلة الأولى، ستتم زيادة إمدادات الكهرباء في سوريا من 3-4 ساعات يومياً إلى 10 ساعات يومياً.
وأشار الوزير بيرقدار إلى أن الطاقة سيتم تصديرها من تركيا إلى سوريا من 8 نقاط مختلفة، وقال الوزير بيرقدار إن القدرة التصديرية ستزداد بنسبة 25 في المائة في المرحلة الأولى وأكثر من الضعف فيما بعد.
وأضاف قائلاً: "مع التوصيلات الجديدة، ستصل القدرة إلى 860 ميغاواط وسيتم تزويد 1.6 مليون منزل في سوريا بالكهرباء".
كما أعلن بيرقدار عن توقيع اتفاقية مبادلة الغاز الطبيعي من أذربيجان مع شركة سوكار.
وكان وزير الطاقة في حكومة الرئيس أردوغان قد أعلن في 30 يوليو الماضي أن تركيا ستتعاون مع أذربيجان وقطر في تصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا. وذكر بيرقدار أن أنقرة تصدّر حالياً 280 ميغاواط من الكهرباء إلى شمال سوريا.
وذكر الوزير أنه مع نقل الغاز الأذربيجاني إلى سوريا، سيزداد إنتاج الكهرباء في البلاد بشكل كبير، وبالتالي "تسريع عودة" اللاجئين السوريين في تركيا.
وقد تم الانتهاء من إصلاح خط أنابيب الغاز الطبيعي كيليس-حلب، الذي تبلغ طاقته اليومية لنقل الغاز 6 ملايين متر مكعب، في 21 مايو الماضي.
وأكد على أن العمل جارٍ على إعادة تشغيل خط كهرباء بيريجيك-حلب القديم والذي تبلغ طاقته 500 ميغاواط.
التعاون في مجال الطاقة
مباشرة بعد رفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للعقوبات على سوريا، تم الإعلان في مايو الماضي عن توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بقيمة 7 مليارات دولار (حوالي 284 مليار ليرة تركية) بين شركة كاليون القابضة وشركة جنكيز القابضة من تركيا وشركة UCC من قطر وشركة باور إنترناشيونال من الولايات المتحدة ووزارة الطاقة السورية.
في نطاق الاتفاقية، سيقوم الكونسورتيوم ببناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بالغاز الطبيعي بقدرة مركبة تبلغ 4 آلاف ميغاواط في مناطق تريفاوي بريف حمص وزيزون بريف حماة ودير الزور ومحردة في سوريا، بالإضافة إلى محطة لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة مركبة تبلغ 1000 ميغاواط في منطقة وديان الربيع في ريف دمشق وسيتم تشغيلها في غضون عامين تقريباً. وستكتمل محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في غضون ثلاث سنوات.
يهدف الكونسورتيوم إلى ضمان أمن إمدادات الطاقة في سوريا والاستدامة البيئية والتنمية الإقليمية.
معضلة الطاقة في سوريا خلال الحرب الأهلية
يعاني السوريون منذ بداية الحرب الأهلية من نقص خطير في إمدادات الطاقة.
وقد تسببت الحرب المستمرة منذ سنوات في شلل أكثر من 50 في المئة من شبكة الكهرباء في البلاد، مما أدى إلى انخفاض قدرة توليد الطاقة من 8,500 ميغاواط إلى 3,500 ميغاواط. وذُكر أن السبب الرئيسي في ذلك هو الأضرار الجسيمة التي لحقت بمحطات توليد الكهرباء في مناطق محردة وحلب وزيزون.
قبل الحرب الأهلية في عام 2011، كانت سوريا تنتج وتصدر 400 ألف برميل من النفط يومياً. ولكنها الآن لا تستطيع إنتاج سوى 20 ألف برميل فقط وتعتمد على الاستيراد. أما قطاع الغاز الطبيعي، الذي بدأ في النمو عام 2011 قبيل الحرب، فهو اليوم شبه معدوم.
Today