على وقع التوتر مع واشنطن.. روسيا والصين تنفذان مناورات بحرية جديدة في بحر اليابان

المناورات التي تحمل اسم "البحر المشترك 2025"، بدأت في المياه القريبة من ميناء فلاديفوستوك الروسي، على أن تستمر لخمسة أيام حتى 5 آب/ أغسطس، وفق بيان صادر عن وزارة الدفاع الصينية. وتندرج هذه التدريبات في إطار ما وصفته الوزارة بـ"تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين الجانبين.
سيناريوهات قتالية مشتركة
تشمل التدريبات مجموعة من المهام البحرية المعقدة، أبرزها عمليات إنقاذ الغواصات، والدفاع الجوي، والتصدي للهجمات الصاروخية، والاشتباكات البحرية. وتشارك الصين في هذه المناورات بأربع سفن، من بينها مدمرتا الصواريخ الموجهة "شاو شينغ" و"أورومتشي"، إلى جانب قطع بحرية روسية.
ويأتي هذا الحدث في سياق سلسلة من التدريبات العسكرية السنوية التي دأبت بكين وموسكو على تنفيذها منذ عام 2012، تحت عنوان "البحر المشترك". وقد نُظّمت نسخة العام الماضي على طول الساحل الجنوبي للصين، فيما باتت منطقة المحيط الهادئ محورًا رئيسيًا لهذه الأنشطة في الأعوام الأخيرة، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات حول تايوان، والتهديدات المستمرة من كوريا الشمالية.
"الحياد الصيني" والدعم غير المعلن لموسكو
في خلفية هذه المناورات، تبقى الحرب المستمرة في أوكرانيا حجر الزاوية في التفاهم المتنامي بين البلدين. فمنذ بدء الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022، عززت موسكو وبكين شراكتهما في مختلف المجالات، لا سيما المجال العسكري منها، رغم غياب أي تحالف رسمي بينهما.
وبينما امتنعت الصين عن إدانة الحرب أو الدعوة إلى انسحاب القوات الروسية، تتّهم الولايات المتحدة وحلفاؤها بكين بتقديم دعم مباشر أو غير مباشر لموسكو. في المقابل، تصرّ الصين على موقفها "الحيادي"، داعية إلى وقف القتال، متّهمةً الدول الغربية بإطالة أمد النزاع من خلال تسليح أوكرانيا.
رسائل متبادلة واستعراض نووي
لا تخلو المناورات الحالية من رسائل سياسية واضحة، لا سيما أنها جاءت بعد يومين فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر غواصتين نوويتين في "المناطق المناسبة"، ردًا على تصريحات استفزازية أدلى بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف.
ورغم عدم وجود تحالف عسكري رسمي بين الصين وروسيا، إلا أن مراكز الأبحاث الدولية، وعلى رأسها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره واشنطن، تؤكد أن التدريبات المشتركة أصبحت ركيزة أساسية في العلاقات الدفاعية بين الطرفين، معتبرة إياها "عنصرًا مزدهرًا ومحركًا لتعزيز الشراكة"، لا سيما لصالح بكين التي تجني فوائد متعددة، أبرزها تبادل الخبرات العسكرية والوصول إلى تقنيات روسية متقدمة.
وبحسب CSIS، نفذت الصين وروسيا 113 تدريبًا عسكريًا مشتركًا منذ عام 2003، ما يعكس اتجاهاً ثابتاً نحو بناء محور أمني وعسطري قد يُعيد تشكيل معادلات القوة العالمية، انطلاقًا من بحر اليابان.
Yesterday