مقتل 6 عسكريين لبنانيين بانفجار مخزن أسلحة في وادي زبقين جنوب البلاد

وقع انفجار في وادي زبقين – صور، ما أدى في حصيلة أولية إلى مقتل 6 عسكريين لبنانيين وإصابة آخرين بجروح. وأصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانًا أوضحت فيه أن الانفجار وقع أثناء كشف وحدة من الجيش على مخزن للأسلحة وعملها على تفكيك محتوياته، مشيرة إلى أن المتابعة جارية لتحديد أسباب الحادثة.
وبحسب "الوكالة الوطنية للإعلام" في لبنان، فإن "الانفجار نجم عن ذخائر من مخلفات العدوان الإسرائيلي على الجنوب أثناء قيام فريق الهندسة بتفكيك قذائف في المنطقة الواقعة بين بلدتي مجدلزون وزبقين في قضاء صور".
ونقلت وسائل إعلام أخرى أن الجيش اللبناني كان يتعامل مع ذخائر داخل منشأة تابعة لحزب الله عند وقوع الانفجار، فيما وصلت سيارات الإسعاف إلى الموقع ونقلت القتلى والمصابين إلى المستشفيات.
انفجار بريقع في أبريل الماضي
ويأتي الحادث بعد أشهر من انفجار مشابه في 20 نيسان/أبريل، حين أعلن الجيش اللبناني مقتل ضابط وعسكريين اثنين وإصابة عدد من المواطنين، نتيجة انفجار ذخائر أثناء نقلها داخل آلية عسكرية في منطقة بريقع – النبطية، ما تسبب في أضرار مادية كبيرة واحتراق عدد من السيارات. وأكد الجيش حينها أن الوحدات المختصة فتحت تحقيقًا لكشف ملابسات الحادثة.
مواقف تضامنية مع الجيش
قدمت شخصيات سياسية وأحزاب لبنانية التعازي إلى الجيش اللبناني وضباطه وأفراده بعد الانفجار الذي أودى بحياة عدد من العسكريين في الجنوب، وأكدت في بياناتها ومواقفها التضامن مع المؤسسة العسكرية والوقوف إلى جانبها في هذه المرحلة الصعبة، تقديرًا لتضحياتها في سبيل أمن البلاد واستقرارها.
وفي هذا السياق، اطلع الرئيس اللبناني جوزاف عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل على ملابسات الحادث، وأعرب في بيان عن ألمه لمقتل العسكريين، معزيًا ذويهم والمؤسسة العسكرية، ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. وقال إن لبنان "يفقد نخبة من خيرة أبنائه الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن أرضه وسيادته"، مؤكدًا أن الجيش اللبناني "يبقى درع الوطن الواقي وحارس حدوده الأمين"، وأن دماء من وصفهم بـ"الأبطال" ستبقى "منارة تضيء طريق النضال من أجل لبنان حر وسيد ومستقل".
من جهته، توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأحر التعازي إلى الجيش وذوي القتلى، معتبرًا أن المؤسسة العسكرية "تصون الوحدة والأمن والاستقرار وتعمّد السيادة الوطنية بالبذل والتضحية". وأكد الوقوف إلى جانب الجيش في إنجاز مهامه الوطنية "مهما غلت التضحيات".
وكان بري قد أوعز فور وقوع الحادث إلى أجهزة الدفاع المدني في كشافة الرسالة الإسلامية التابعة لحركة أمل بوضع إمكاناتها في خدمة الجيش للمساهمة في عمليات الإسعاف وإخلاء المصابين.
كما أجرى رئيس مجلس الحكومة نواف سلام اتصالات بكل من رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع ميشال منسى، وقائد الجيش، معزيًا بالضحايا. وأعرب عن "بالغ حزنه وأسفه لهذه الخسارة الوطنية"، مؤكدًا أن "لبنان ينحني أمام تضحياتهم ودمائهم الزكية التي تؤكد أن الجيش هو صمام الأمان وحصن السيادة وحامي وحدة الوطن ومؤسساته الشرعية". وتمنى سلام الشفاء العاجل للمصابين.
توتر سياسي وأمني..والجيش يحذر
يأتي الحادث في وقت يشهد فيه لبنان أوضاعًا سياسية وأمنية متوترة على خلفية قرار الحكومة بنزع سلاح حزب الله، وما رافقه خلال اليومين الماضيين من قطع طرقات ومسيرات دراجات نارية في بيروت ومناطق أخرى.
وفي هذا السياق، أصدرت قيادة الجيش بيانًا إعتبرت فيه أنه "في ظل ما يواجهه لبنان من تحديات استثنائية في المرحلة الراهنة، ولا سيما استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته وانتهاكاته للسيادة الوطنية، إلى جانب الوضع الأمني الدقيق، ظهرت دعوات من قبل أفراد عبر مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بتحركات احتجاجية، ونشر مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى إثارة التوتر بين المواطنين"، محذرة "المواطنين من تعريض أمن البلاد للخطر من خلال تحركات غير محسوبة النتائج".
وأضاف البيان :"إن الجيش، إذ يحترم حرية التعبير السلمي عن الرأي، لن يسمح بأي إخلال بالأمن أو مساس بالسلم الأهلي، أو قطع الطرقات أو التعدي على الأملاك العامة والخاصة، ويؤكد ضرورة تحلّي المواطنين وجميع الفرقاء بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، وأهمية وحدتهم وتضامنهم بهدف تجاوز الأخطار المحدقة ببلدنا".
Today