موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد في جودة الهواء

ارتفعت درجات الحرارة في جنوب غرب فرنسا، يوم الاثنين، لتصل إلى 43 درجة مئوية في مناطق من مقاطعتي شارينت وأود، مسجّلة بذلك أعلى مستويات حرارة في البلاد ضمن عشرات المقاطعات.
وفي مقاطعة "أود"، التي تمتد فيها كروم العنب وأحراش البحر المتوسط عبر التلال، بقي مئات عناصر الإطفاء في الميدان لمراقبة محيط حريق واسع اندلع الأسبوع الماضي على مساحة 160 كيلومترًا مربعًا.
وأفادت السلطات المحلية باحتواء الحريق حاليًا، لكنها حذّرت من استمراره لأسابيع، مشيرة إلى أن البقع الساخنة ما تزال تشكل خطرًا.
من جهتها، رفعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية مستوى التأهب إلى الدرجة القصوى في 12 مقاطعة، في تصنيف نادر صدر فقط ثماني مرات منذ إنشاء النظام عام 2004، وذلك في أعقاب موجة الحر القاتلة التي ضربت البلاد في العام السابق.
تُوجد 41 مقاطعة فرنسية أخرى، بالإضافة إلى دولة أندورا المجاورة، تحت تحذير لوني برتقالي من موجة الحر.
وأوضح المسؤولون أن التحذير الأحمر يتيح للسلطات المحلية اتخاذ إجراءات استثنائية، تشمل إلغاء التجمعات في الأماكن المفتوحة، وإغلاق المرافق العامة، وتعديل جداول المدارس أو المخيمات الصيفية.
ويُفعّل هذا التحذير في حالات ارتفاع شديد وطويل في درجات الحرارة، يُعدّ تهديدًا مباشرًا للصحة العامة وقد يؤدي إلى تعطيل الخدمات والأنشطة اليومية.
وأظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي شوارع مغلقة في مدينة فالنس، وسكانًا يغطون نوافذ منازلهم بورق القصدير لتفادي دخول الحرارة، وسياحًا يحتمون من الشمس تحت المظلات على ضفاف نهر الغارون في تولوز، بينما خلت شرفات المقاهي في جنوب فرنسا من الزبائن الذين لجأوا إلى الداخل.
وبدأت موجة الحر الثانية في فرنسا هذا الصيف، يوم الجمعة، ومن المتوقع أن تستمر طوال الأسبوع الحالي، وتمتد حتى عطلة 15 أغسطس.
يتوقع خبراء الأرصاد الجوية امتداد موجة الحر نحو المناطق الشمالية، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى 38 مئوية في منطقة وسط فال دي لوار، وتبلغ 34 مئوية في باريس.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الظروف الجوية الحالية تؤدي إلى تدهور ملحوظ في جودة الهواء، ما استدعى إصدار تنبيهات بالتلوث في عدة مناطق.
في محافظة بروفانس-ألب-كوت دازور (جنوب شرق فرنسا)، أعلنت السلطات المحلية حالة طوارئ بسبب تلوث الأوزون في عدد من المقاطعات، وفرضت إجراءات تقييد حركة المرور في أجزاء من منطقة إيكس-مرسيليا-بروفانس بهدف خفض الانبعاثات.
كما سجلت باريس تدهورًا مشابهًا في جودة الهواء، وفقًا لبيانات وكالة مراقبة جودة الهواء Airparif، التي أشارت إلى تفاقم مستويات التلوث في عدد من المدن الكبرى.
وحذّر مسؤولو الصحة العامة السكان من مزاولة الأنشطة الخارجية خلال ساعات ذروة التلوث، ودعتهم إلى تقليل القيادة غير الضرورية للمساهمة في تخفيف الانبعاثات..
Today