الناتو يبحث ضمانات أمنية لأوكرانيا في "مناقشة صريحة"

كشف مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن وزراء الدفاع وقادة الأركان في الحلف عقدوا، الأربعاء، "مناقشة صريحة" بشأن الضمانات التي يمكن أن تُمنح لكييف، بهدف التوصل إلى صيغة تضمن إنهاء الحرب الروسية المستمرة منذ 2022.
الأدميرال الإيطالي جيوسيبي كافو دراجوني، رئيس اللجنة العسكرية للناتو، أوضح أن 32 من قادة الدفاع اجتمعوا عبر تقنية الفيديو ضمن جهود دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة. وقال دراجوني في منشور على منصة "إكس": "نحن متحدون، وكانت هذه الوحدة ملموسة اليوم كما هو الحال دائمًا"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
كييف تطالب بدعم عسكري مباشر
تؤكد أوكرانيا أن أي اتفاق سلام مع موسكو لن يكون مقبولًا من دون ضمانات عسكرية غربية واضحة، تشمل التدريب، تزويد الجيش بالسلاح، وتعزيز القدرات الدفاعية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالة على "تيليغرام" عقب سلسلة هجمات روسية استهدفت ست مناطق يوم الأربعاء: "نحن بحاجة إلى ضمانات أمنية قوية لضمان سلام آمن ودائم حقًا".
الموقف الروسي: لا تسوية من دون موسكو
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد بشدة مناقشة الترتيبات الأمنية من دون مشاركة موسكو، مؤكدًا: "لا يمكننا أن نوافق على أن يُقترح حل قضايا الأمن الجماعي دون روسيا. هذا لن ينجح"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الحكومية ريا نوفوستي.
وأضاف في مؤتمر صحفي بموسكو أن بلاده "ستضمن مصالحها المشروعة بحزم وقسوة".
وعلّق لافروف على اجتماع واشنطن، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسبعة من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض، متهمًا هؤلاء القادة بمحاولات "خرقاء" لتغيير موقف الرئيس الأميركي من ملف أوكرانيا، على حد تعبيره.
وأضاف: "لم نرَ سوى تصعيد عدواني للوضع، ولم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين هناك".
وساطة أمريكية متعثرة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحاول دفع طرفي النزاع نحو تسوية، لكنه لم يحقق اختراقًا ملموسًا حتى الآن. فقد اجتمع الجمعة الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، ثم استضاف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين بارزين في البيت الأبيض، لكن الاجتماعات لم تسفر عن تقدم جوهري.
مصادر دفاعية أمريكية أشارت إلى أن الجنرال ألكسوس غرينكويتش، القائد الأعلى لقوات الناتو في أوروبا، شارك في المحادثات الأخيرة، إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، الذي عقد لقاءً إضافيًا مع قادة عسكريين أوروبيين في واشنطن لتقييم الخيارات العسكرية.
مبادرات أوروبية ـ آسيوية
بالتوازي، يعمل حلفاء كييف الأوروبيون على صياغة قوة أمنية مشتركة لدعم أي اتفاق سلام محتمل. وقد وقع تحالف يضم 30 دولة، من بينها اليابان وأستراليا، على دعم المبادرة. غير أن الدور الأمريكي ما يزال غير واضح، خصوصًا بعدما أعلن ترامب، الثلاثاء، أنه يستبعد إرسال قوات أمريكية للدفاع عن أوكرانيا.
في المقابل، كررت موسكو رفضها القاطع لأي وجود عسكري للناتو داخل الأراضي الأوكرانية.
هجمات متواصلة وضحايا مدنيون
ميدانيًا، أعلنت السلطات الأوكرانية أن الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيّرة أصابت مناطق مدنية في سومي وأوديسا، ما أدى إلى إصابة 15 شخصًا بينهم عائلة تضم ثلاثة أطفال. كما استهدفت الضربات الموانئ والبنية التحتية للطاقة والوقود.
زيلينسكي شدد على أن تلك الضربات "تؤكد الحاجة إلى زيادة الضغط على موسكو بفرض عقوبات وتعريفات جديدة حتى تعمل الدبلوماسية بكامل طاقتها".
Yesterday