بينهم نساء وأطفال.. مقتل 25 فلسطينياً في غزة بهجمات إسرائيلية اليوم

قُتل ما لا يقل عن 25 فلسطينياً اليوم السبت 23 آب/أغسطس في ضربات إسرائيلية وإطلاق نار، بينهم أشخاص احتموا بخيام أو خرجوا بحثاً عن طعام نادر، وفق ما أفادت مستشفيات محلية. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه مدينة غزة مجاعة متصاعدة تزيد من الضغوط على إسرائيل بعد مرور 22 شهراً على حربها في القطاع.
وفي حين نبهت منظمات إغاثة منذ أشهر من أن الحرب المستمرة منذ هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مقرونة بالقيود المشددة على دخول الغذاء والدواء، تدفع نحو المجاعة، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، رسمياً المجاعة في غزة، وهو أوّل إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إنّ 500 ألف شخص يواجهون جوعاً "كارثياً".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، في إحاطة إعلامية من جنيف، إنّ "المجاعة في غزة كان من الممكن تفاديها بالكامل"، متهماً إسرائيل بمنع وصول المساعدات الغذائية عبر الحدود.
نساء وأطفال بين الضحايا
أكد مسؤولون صحيون في مستشفى ناصر إن غارات إسرائيلية استهدفت خياماً تؤوي نازحين في خان يونس وأدت إلى مقتل 14 شخصاً على الأقل، أكثر من نصفهم نساء وأطفال.
وبحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس"، وقف طفل صغير أمام جثمان شقيقه الملفوف بالبلاستيك يسأل: "عوّاد، لماذا تركتني؟". وفي مشهد آخر، ناشدت قريبة الضحايا، حكمت فُوجو، من أجل هدنة: "نريد أن نرتاح… ارحمونا".
وفي شمال القطاع، أفاد مسؤولون صحيون بمقتل خمسة أشخاص على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء تجمعهم قرب معبر زيكيم للحصول على مساعدات غذائية. كما سقط ستة قتلى آخرون في هجمات متفرقة، بحسب مستشفيات محلية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يتلقَّ معلومات عن ضربة في خان يونس بالموقع المذكور، مؤكداً أنه يحقق في باقي الحوادث.
البحث عن الطعام وسط الرصاص
وبحسب "أسوشيتد برس" شهدت منطقة زيكيم تجمع آلاف الفلسطينيين بحثاً عن المساعدات. محمد سعادة، الذي كان بين الحشود، قال: "جئت لأجلب طعاماً لأولادي لكنني لم أحصل على شيء بسبب الأعداد الكبيرة وصعوبة الوضع بين إطلاق النار وزحمة الشاحنات".
وحمل البعض أكياساً من العدس والدقيق، فيما نقل آخرون جرحى على ألواح خشبية، وسط برك آسنة وأنقاض الحرب ودرجات حرارة تجاوزت 33 مئوية.
وفي تقرير صدر أمس الجمعة عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أكد أن مدينة غزة تعيش مجاعة فعلية قد تتوسع إذا استمرت المعارك والقيود على المساعدات. وأوضح أن نحو نصف مليون شخص – أي ربع سكان القطاع – يواجهون جوعاً كارثياً.
في المقابل، يؤكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سمحت بدخول كميات كافية من المساعدات، متهماً حركة حماس بحرمان الرهائن الإسرائيليين من الغذاء.
تصعيد الغارات واستعداد للهجوم
مع وجود قوات برية إسرائيلية في مناطق استراتيجية، تتهيأ مدينة غزة لعملية عسكرية جديدة قد تنطلق خلال أيام رغم وجود مئات الآلاف من المدنيين فيها.
وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن عياداتها في المدينة تستقبل أعداداً كبيرة من المرضى مع تزايد حركة النزوح، مشيرة إلى ارتفاع وتيرة الغارات الجوية منذ أوائل آب/أغسطس.
وأوضحت منسقة مشاريع المنظمة، كارولاين ويلمِن: "الذين لم يغادروا يتساءلون عما يجب أن يفعلوه. الناس يريدون البقاء بعدما نزحوا مرات عديدة من قبل، لكنهم يعرفون أن البقاء سيصبح خطيراً جداً في لحظة ما".
الجيش الإسرائيلي أكد أن قواته تنشط في أطراف مدينة غزة وحي الزيتون داخلها، مشيراً إلى أن المدينة لا تزال معقلاً لحماس وتضم شبكة أنفاق واسعة.
مخاوف في إسرائيل بشأن مصير الرهائن
تثير العملية المرتقبة في غزة مخاوف واسعة في إسرائيل بشأن مصير نحو 20 رهينة يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء منذ 2023، فيما يُرجح أن 30 آخرين قتلوا. وقد خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين في احتجاجات قبل أسبوع للمطالبة بصفقة تنهي الحرب وتعيد الرهائن.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن الخميس أنه وجّه المسؤولين لبدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل، لكن لم يتضح ما إذا كانت حكومته ستعود إلى المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة ومصر وقطر، بعد أن أعلنت حماس هذا الأسبوع موافقتها على مقترح جديد من الوسطاء العرب.
وتشترط حماس إنهاء الحرب مقابل الإفراج عن الرهائن، لكنها ترفض نزع سلاحها من دون قيام دولة فلسطينية.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فأعرب عن استيائه من موقف الحركة، قائلاً إن الرهائن قد يكونون "أكثر أماناً إذا نفذتم عملية عسكرية سريعة وحاسمة".
Today