بمشاركة 14 دولة.. إندونيسيا تستضيف مناورات عسكرية واسعة بقيادة الولايات المتحدة

بدأت إندونيسيا والولايات المتحدة، اليوم الاثنين 25 آب/أغسطس مناوراتهما العسكرية السنوية المشتركة، بمشاركة قوات من نحو اثني عشر بلدًا إلى جانب قوات إندونيسية وأميركية، في وقت تدفع فيه واشنطن حلفاءها إلى التعامل بجدية أكبر مع التهديدات الصينية.
وأُقيمت المناورات التي تحمل اسم "سوبر غارودا شيلد" برعاية القوات المسلحة الوطنية الإندونيسية، وتركز هذا العام على تعزيز الروابط الإقليمية في ظل بيئة دولية تتسم باضطراب متزايد.
وخلال كلمة ألقاها في حفل الافتتاح إلى جانب الأدميرال صامويل بابارو، قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. قال نائب قائد الجيش الإندونيسي الجنرال تانديو بودي ريفيتا، "إنها مناورة مشتركة نقف فيها معًا لمواجهة كل التحديات بسرعة ودقة". جاء ذلك
توسع المشاركة منذ 2022
انطلقت هذه المناورات لأول مرة عام 2009 بين القوات الأميركية والإندونيسية في جاكرتا، لكن منذ عام 2022 توسعت المشاركة لتشمل أستراليا واليابان وسنغافورة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا والبرازيل وكوريا الجنوبية، ليصل إجمالي القوات المشاركة هذا العام إلى نحو 6500 جندي.
وقال الأدميرال بابارو إن هذا التوسع يعكس التزامًا بالشراكة واحترام سيادة كل دولة، مضيفًا أن المناورة تمثل ردعًا لأي طرف يسعى لتغيير الوقائع على الأرض بالقوة.
القلق من الصين
تأتي المناورات في وقت تعبر فيه جاكرتا عن قلقها من التعديات الصينية على منطقتها الاقتصادية الخالصة في بحر الصين الجنوبي، رغم استمرارها في الحفاظ على علاقات إيجابية عامة مع بكين.
كما أرسلت عدة دول آسيوية مراقبين إلى المناورات التي تستمر 11 يومًا في جاكرتا وجزيرة سومطرة، وتختتم في الرابع من أيلول/سبتمبر بتدريبات بالذخيرة الحية.
وقد أثار توسيع نطاق التدريبات قلق الصين التي اتهمت الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء "ناتو آسيوي" يحد من نفوذها المتزايد في المنطقة.
تحذيرات أميركية ودبلوماسية مزدوجة
حذر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث، في خطاب ألقاه مؤخرًا في سنغافورة من مخاطر طلب الدعم العسكري الأميركي مع الاستمرار في الاعتماد على الصين اقتصاديًا.
وأكد أن واشنطن تعمل على تعزيز شبكة تحالفات عسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لطمأنة الحلفاء القلقين من الضغوط العسكرية والاقتصادية الصينية وأعمالها الاستفزازية في بحر الصين الجنوبي.
ورغم ازدياد أنشطة خفر السواحل الصيني والقوارب الصينية في المنطقة، سعت إندونيسيا إلى تجنب المواجهة المباشرة مع بكين، مفضلة الإبقاء على الخلافات خلف الأبواب المغلقة مع استمرار المشاريع الاقتصادية المشتركة.
سياسة "تنويع الدفاع"
بحسب باحثين في مركز الدراسات الاقتصادية والقانونية (CELIOS)، فإن هذه المقاربة تعكس سياسة إندونيسيا التقليدية في الموازنة بين علاقاتها مع الصين والغرب. وقال الباحث محمد زلفقار رحمت: "قد تبدو هذه الدبلوماسية المزدوجة غير منسجمة، لكنها بالنسبة لجاكرتا استراتيجية. إندونيسيا تحتضن تنويع الدفاع، لا الاصطفاف".
وأضاف أن بلاده ما زالت ملتزمة بمناورات "سوبر غارودا شيلد"، وتواصل شراء الأسلحة الأميركية والفرنسية وتعزيز قدرتها على العمل المشترك مع جيوش الغرب.
وختم بالقول: "في منطقة تتسم بتصاعد التوترات والتنافس بين القوى الكبرى، فإن رفض إندونيسيا الانحياز، على الأقل في المجال الدفاعي، قد يكون أقوى أوراقها".
Today