غضب دولي بعد قصف مستشفى ناصر في غزة.. نتنياهو يعبّر عن "أسفه" وترامب ينتقد الهجوم

كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، يوم الاثنين، تقديراته بأن عدد الرهائن الأحياء المحتجزين في قطاع غزة "ربما يقل عن 20 شخصًا". وأضاف قائلاً: "أعتقد أن واحدًا أو اثنين منهم قد توفيا".
وفي تعليقه على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى في خان يونس، قال ترامب إنه لم يكن على علم مسبق بالهجوم، لكنه غير راضٍ عنه. وأضاف: "لست سعيدًا بذلك، ولا أريد أن أرى مثل هذا الأمر، لكن في الوقت نفسه علينا إنهاء هذا الكابوس".
وأكدت الأمم المتحدة على وجوب عدم استهداف الصحافيين والمستشفيات بتاتًا، وذلك بعد غارة إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة وأسفرت عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، بينهم خمسة صحافيين.
وشددت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني في بيان على أنه "ينبغي أن يكون قتل الصحافيين في غزة صدمة للعالم، لا تدفعه إلى صمت مطبق بل إلى التحرّك للمطالبة بالمحاسبة والعدالة"، مؤكدة أن "الصحافيين ليسوا هدفًا، والمستشفيات ليست هدفًا".
نتنياهو "يأسف"
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنّ "إسرائيل تأسف بشدّة للحادث المأسوي الذي وقع اليوم في مستشفى ناصر" في خان يونس، مؤكدا أنّ "إسرائيل تولي أهمية لعمل الصحافيين وكذلك الطواقم الطبية وجميع المدنيين".
وأضاف أنّ "السلطات العسكرية تجري تحقيقا معمّقا. حربنا ضدّ إرهابيي حماس. أهدافنا المشروعة هي هزيمة حماس وإعادة رهائننا إلى ديارهم".
ماكرون: الغارات "غير مقبولة"
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الغارات الإسرائيلية "غير مقبولة"، داعيًا إسرائيل إلى احترام القانون الدولي.
وقال ماكرون في منشور عبر منصة "إكس" بعد اتصال هاتفي مع أمير قطر: "يجب حماية المدنيين والصحافيين في كلّ الظروف، ويجب أن تتمكن وسائل الإعلام من أداء مهمتها بحرية واستقلالية لتغطية حقيقة الصراع". وأضاف أن "تجويع شعب بأكمله جريمة يجب أن تتوقف فورًا".
ألمانيا: القصف الإسرائيلي صدمنا
أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن "صدمتها" من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى ناصر في غزة.
وقالت الوزارة عبر منصة "إكس": "يجب التحقيق في هذا الهجوم"، مطالبة إسرائيل بالسماح لوسائل الإعلام الأجنبية المستقلة بالوصول الفوري إلى القطاع وتوفير الحماية للصحافيين العاملين هناك.
"هجمات وحشية"
ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالغارات الإسرائيلية، واصفًا إياها بأنها "هجمات وحشية" واستمرار لـ"الإبادة الجماعية".
وقال أردوغان في تصريحات عقب اجتماع حكومي: "إسرائيل قصفت اليوم مستشفى وقتلت خمسة صحافيين، والمجرم نتنياهو يواصل مجازره في غزة"، مؤكدًا أن بلاده تدرس خطوات إضافية لوقف "الظلم الذي تمارسه إسرائيل في القطاع".
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 20 شخصًا بينهم خمسة صحافيين وأحد عناصره في الضربتين الإسرائيليتين على المستشفى، فيما أكد المستشفى والدفاع المدني لاحقًا وفاة الصحافي الخامس متأثرًا بجروحه. بدوره، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن حصيلة القتلى من الصحافيين ارتفعت إلى 244 منذ بدء الحرب، واصفًا ما جرى بأنه "اغتيال ممنهج للصحافيين"، وداعيًا الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب إلى إدانة "الجرائم بحق الصحافيين".
لازاريني: تقاعس العالم "صادم"
من جهته، ندّد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني بما وصفه بالتقاعس الدولي "الصادم" تجاه الحرب في غزة، معتبرًا أن قصف مستشفى ناصر هدفه "إسكات الأصوات الأخيرة المتبقية التي تبلغ بوفاة الأطفال بصمت وسط المجاعة". وأضاف في منشور على منصة إكس أن "لامبالاة العالم وتقاعسه أمر صادم".
بريطانيا دانت القصف المروع للمستشفى
دانت الخارجية البريطانية الاثنين القصف الإسرائيلي "المروّع" على مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، الذي عن أسفر عن مقتل 20 شخصا بينهم خمسة صحافيين.
وشدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عبر منصة إكس على أنه "ينبغي حماية المدنيين والطواقم الطبية والصحافيين. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار".
اعتراف الجيش الإسرائيلي وتحقيق أولي
أعلن الجيش الإسرائيلي إنه شن "ضربة في محيط مستشفى ناصر" الاثنين، وأوضح أنه سيجري تحقيقًا أوليًا في أقرب وقت بأمر من رئيس هيئة الأركان، معربًا عن "أسفه لأي إصابة طالت أشخاصًا غير متورطين"، ومؤكدًا أنه "لا يستهدف الصحافيين".
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر عسكرية تأكيدها أن الهجوم على المستشفى كان قد تمت الموافقة عليه مسبقًا لوجود هدف لحماس في المكان، إلا أن الجيش اعتبر أن جوانب أساسية من العملية ونتائجها كانت "خطأ جسيمًا". وأوضح الجيش أنه "لم يكن ينوي إيذاء الصحافيين أو المدنيين الأبرياء".
رويترز و"أسوشييتد برس" تنعيان صحافيين متعاونين
عبّرت وكالتا أنباء رويترز و"أسوشييتد برس" عن حزنهما لمقتل صحافيين متعاونين معهما. وقال متحدث باسم رويترز: "نشعر بالأسى لعلمنا بمقتل المتعاقد مع رويترز حسام المصري وإصابة متعاقد آخر معنا هو حاتم خالد بجروح في الضربتين الإسرائيليتين على مستشفى ناصر".
كما أعربت "أسوشييتد برس" عن "الصدمة والحزن" لمقتل مريم أبو دقة (33 عامًا)، وهي صحافية مستقلة تعمل مع الوكالة منذ بداية الحرب.
مطالبات بتوضيح من إسرائيل
وطالبت جمعية الصحافة الأجنبية، التي تتخذ من القدس مقرًا وتمثل الصحافيين العاملين من إسرائيل والضفة الغربية وغزة مع وسائل إعلام دولية، بتوضيح رسمي من الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وجاء في بيانها: "نطالب بتوضيح فوري من الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء. ونحث إسرائيل، وبشكل نهائي، على وقف ممارستها المشينة والمتمثلة في استهداف الصحافيين".
Today