أستراليا تتهم إيران بالوقوف وراء هجمات معادية للسامية وتطرد السفير الإيراني وطهران ترفض الادعاءات

وقال رئيس الوزراء الأسترالي إن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO) تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء افتعال حريقين، كانا قد وقعا العام الماضي، واستهدفا مطعمًا يهوديًا في سيدني وكنيس "أداس إسرائيل" في ملبورن.
وأضاف ألبانيزي: "كانت هذه أعمال عدائية استثنائية وخطيرة دبّرتها دولة أجنبية على الأراضي الأسترالية"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن السفير الإيراني أحمد صادقي وثلاثة من الدبلوماسيين معه مُنحوا مهلة سبعة أيام لمغادرة البلاد.
وأوضح ألبانيزي أن هذه المرة الأولى التي تطرد فيها أستراليا سفيرًا أجنبيًا منذ الحرب العالمية الثانية.
إضافة إلى ذلك، علّقت كانبيرا عمل سفارتها في طهران حفاظًا على سلامة موظفيها، ودعت مواطنيها الموجودين في الجمهورية الإسلامية إلى مغادرة البلاد.
الحرس الثوري على قائمة الإرهاب
كما أعلن ألبانيزي أنه سيدرج الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة عام 2019.
وأضاف: "قلت مرارًا إن الشعب الأسترالي يريد أمرين: أن يتوقف القتل في الشرق الأوسط، وألا يُجلب الصراع في الشرق الأوسط إلى هنا. وإيران سعت إلى فعل ذلك بالضبط". وتابع: "لقد سعت إلى إيذاء وترويع اليهود الأستراليين وبث الكراهية والانقسام في مجتمعنا".
الخارجية الإيرانية: ندرس ردنا على الاتهامات
من جهتها، رفضت الخارجية الإيرانية اتهامات أستراليا بتنفيذ هجمات معادية لليهود، وأكدت أنها تدرس الرد على قرار طرد سفيرها.
وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي إن طرد كانبيرا للسفير الإيراني هو استجابة لضغوط داخلية، وأن أي إجراء "غير مبرَّر في الساحة الدبلوماسية سيقابل بردٍّ مماثل من جانب طهران".
وزارة الداخلية الأسترالية: لقد تعرضنا للأذى
بدوره، وصف وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك أفعال إيران بأنها "هجوم استثنائي" بلغ "مستوى جديدًا وغير مقبول إطلاقًا". وقال: "لقد تعرضت أستراليا للهجوم وتعرضت أستراليا للأذى".
كما حثّت وزيرة الخارجية بيني وونغ الأستراليين على مغادرة إيران، مشددة على أن قدرة الحكومة على حمايتهم ستكون "محدودة للغاية". وأضافت: "أدعو أي أسترالي يفكر في السفر إلى إيران إلى عدم القيام بذلك. ورسالتنا واضحة: إذا كنت أستراليًا في إيران، غادر الآن إذا كان ذلك آمنًا".
بدوره، قال مدير جهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO) مايك بيرغيس إن الهجمات المعادية للسامية في أستراليا كانت بتوجيه من الحرس الثوري ونُفذت عبر "سلسلة متداخلة من الوسطاء". وأوضح: "لقد تم توجيه هذه الهجمات من قبل الحرس الثوري عبر شبكة من الميسّرين في الخارج إلى منسقين انتهى بهم الأمر إلى تكليف أستراليين بتنفيذها".
ومع ذلك، قال بيرغيس إنهم لا يزالون يحققون في احتمال ضلوع إيران في عدد من الهجمات الأخرى، مؤكّدًا في الوقت نفسه أنه لا يعتقد أن النظام مسؤول عن كل عمل معادٍ للسامية في أستراليا.
التوتر مع إسرائيل
وكانت العلاقة بين أستراليا وإسرائيل قد شهدت مؤخرًا توترًا غير مسبوق بعد كانبيرا نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية في 11 آب/أغسطس، إثر تحول في المزاج الشعبي نتيجة الحرب في غزة.
وقد تبادل كبار السياسيين في البلدين الاتهامات، حيث هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نظيره الأسترالي بشكل شخصي قائلًا إنه "ضعيف خان إسرائيل"، كما أُلغيت تأشيرات دبلوماسيين أستراليين يعملون في الضفة الغربية، ومُنِع مشرّع إسرائيلي من دخول أستراليا.
ومع أن ألبانيزي حاول التقليل من شأن الخلاف، فإن نتنياهو واصل انتقاداته وقال في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز أستراليا": "أنا متأكد من أن لديه (ألبانيزي) سجلًا محترمًا كموظف عام، لكنني أعتقد أن سجلّه قد تلوث إلى الأبد بسبب الضعف الذي أظهره في مواجهة هؤلاء الوحوش الإرهابيين من حماس".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت خطوة رئيس الوزراء الأسترالي ستسهم في تخفيف حدة الخلاف مع تل أبيب، أم أنها تهدف بالأساس إلى تهدئة المجتمع اليهودي في أستراليا، الذي تزايد شعوره بعدم الأمان في الآونة الأخيرة.
Today