الإفراج عن ناشط مصري في لندن بعد أيام من توقيفه أمام السفارة المصرية

أفرجت السلطات البريطانية عن الناشط المصري، أحمد عبد القادر، بعد أيام من توقيفه في لندن على خلفية اشتباكات أمام السفارة المصرية. وأعلن أحمد ناصر، نائب رئيس اتحاد الشباب المصريين في الخارج، خبر الإفراج الذي أثار موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
عبد القادر، وهو رئيس اتحاد شباب مصر في الخارج، كان قد اعتُقل عقب زعمه التصدي لمحاولات اعتداء منسوبة إلى عناصر مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين على السفارة المصرية. وقد ظهر في مقطع مصوَّر متداول يواجه قوات الشرطة خلال توقيفه، فيما كان المتظاهرون يطلقون الشتائم.
ووجّهت السلطات البريطانية تهمًا له بعد نشره فيديو مثير للجدل قال فيه: "اللي هيقرب من السفارة المصرية هفعصه"، وهو ما اعتُبر تهديدًا بموجب القوانين البريطانية. وقبل اعتقاله، كان عبد القادر قد نشر تسجيلات يتهم فيها ناشطين مرتبطين بالإخوان بمحاولات لتقييد أبواب السفارة، واصفًا ذلك بـ"الاستفزازات المفبركة" لصرف الانتباه عن دعم غزة.
واندرجت الواقعة ضمن مجموعة حوادث شهدتها عدة بعثات مصرية في أوروبا، على وقع احتجاجات تطالب بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات إلى غزة، بينما رأت القاهرة في هذه التحرّكات ضغوطًا سياسية وتشويهًا لدورها.
تدخل دبلوماسي وردود داخلية
جاء الإفراج عن عبد القادر بعد تدخل مباشر من وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي، الذي أجرى اتصالًا مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول طالب خلاله بتوضيح ملابسات الاعتقال ودفع باتجاه إطلاق سراحه. كما أوعز الوزير للسفارة المصرية في لندن بتقديم الدعم القنصلي والمتابعة مع السلطات.
مع تداول قناة "إكسترا نيوز" لخبر الإفراج، اندلعت احتفالات في صفوف أنصاره، وتصدّرت الوسوم الداعمة له في مصر.
وقد أثارت هذه الحادثة نقاشًا واسعًا على وسائل التواصل حول أمن البعثات المصرية في الخارج، مع استدعاء القاهرة سفراء أوروبيين في الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على ما وصفته بـ"الثغرات الأمنية". وكان عبد العاطي قد صرّح بأن مصر ستتعامل مع أي دولة تفشل في حماية سفاراتها "بالمعايير نفسها".
بدوره، أدان حزب الجبهة الوطنية توقيف عبد القادر ووصفه بـ"انتهاك صارخ للعدالة وحقوق الإنسان"، داعيًا لندن إلى تقديم اعتذار وضمان أمن المقار الدبلوماسية المصرية، ومهدّدًا بمراجعة امتيازات السفارة البريطانية في القاهرة.
في المقابل، انتقد آخرون تصرّفات عبد القادر، واعتبروها استفزازية وغير منسجمة مع القوانين البريطانية.
Today