وسط جمود مساعي السلام.. القوات الروسية تتوغل في منطقة جديدة بأوكرانيا

أوضح المتحدث باسم القوات البرية الأوكرانية، فيكتور تريغوبوف، أن وحدات روسية دخلت قريتي نوفوهيورهييفكا وزابوريزكه المتاخمتين لمنطقة دونيتسك حيث تدور معارك عنيفة منذ أشهر. وأضاف أن الاشتباكات ما زالت مستمرة داخل القرى، نافياً أن تكون القوات الروسية قد حصّنت مواقعها هناك كما تزعم موسكو.
في المقابل، تعاني القوات الأوكرانية من ضغوط هائلة في مواجهة الجيش الروسي الأكبر عدداً وعتاداً. ومع ذلك، يشير محللون عسكريون إلى أن خطوط الدفاع الأوكرانية لم تنهَر، وأن روسيا لا تزال عاجزة عن السيطرة على مدن رئيسية، مكتفية بتقدم بطيء في المناطق الريفية يفرض ضغطاً مستمراً على كييف.
وعلى صعيد أوسع، يمتد خط الجبهة لمسافة تقارب ألف كيلومتر من الشرق إلى الجنوب الشرقي، حيث قُتل عشرات الآلاف من الجنود من كلا الطرفين. وتسيطر روسيا بالفعل على مناطق سومي، خاركيف، لوغانسك، دونيتسك، زابوريجيا، خيرسون وميكولايف، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014 وتحتل الآن نحو خُمس الأراضي الأوكرانية.
أما في المجال الدبلوماسي، فقد اتهم قادة غربيون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمماطلة في جهود السلام وتجنب مفاوضات جدية بينما يواصل جيشه التقدم. وقد أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه من هذا التعطيل، ملوحاً باتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة خلال أسبوعين إذا لم تُحدد قمة مباشرة بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
من جهة أخرى، وافقت كييف على المقترحات الأميركية لعقد قمة مع موسكو ووقف إطلاق النار، إلا أن روسيا رفضت خطط الغرب لتأمين ضمانات أمنية طويلة المدى لأوكرانيا بعد الحرب. وتشمل تلك الخطط احتمال نشر قوات أوروبية داخل الأراضي الأوكرانية، وهو ما اعتبره الكرملين أمراً "غير مقبول".
كما كثّفت أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيّرة بعيدة المدى على منشآت النفط الروسية خلف خطوط القتال، ما أدى إلى نقص الوقود في بعض المناطق داخل روسيا. وفي المقابل، تواصل موسكو استهداف شبكة الطاقة الأوكرانية في محاولة لإضعاف البلاد قبل حلول الشتاء القارس. وأكدت وزارة الطاقة الأوكرانية أن ضربات روسية طالت منشآت كهرباء وغاز في ست مناطق مختلفة.
وبينما يراوح مسار الحرب مكانه عسكرياً وسياسياً، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات أشد تعقيداً، خصوصاً مع استمرار التصعيد وتزايد الفاتورة الإنسانية والاقتصادية للطرفين.
Today