لأول مرة منذ أحداث تموز.. قافلة مساعدات إغاثية تصل إلى السويداء عبر طريق دمشق

دخلت قافلة مساعدات، تضم شاحنات محمّلة بالمواد الأساسية، إلى مدينة السويداء جنوب سوريا عبر الطريق الرئيسي من دمشق يوم الخميس، لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات الشهر الماضي، بخلاف القوافل السابقة التي كانت تعبر من معبر بصرى الشام، بسبب إغلاق الطريق المؤدي بين دمشق والسويداء من قبل القوات الحكومية والمجموعات الرديفة لها منذ أحداث 13 تموز/يوليو الماضي.
اشتباكات عنيفة وهلع المدنيين
اندلعت الاشتباكات في منتصف يوليو بين القوات الحكومية ورجال القبائل البدوية من جهة، ومقاتلين محليين من الطائفة الدرزية من جهة أخرى، وأسفرت عن مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف.
كما أظهرت مقاطع مصورة قيام عناصر حكومية بتنفيذ عمليات إعدام بحق مدنيين من الدروز، ونهب وحرق المنازل، ما زاد من مأساوية الوضع الإنساني في المدينة.
حصار طويل وندرة المساعدات
على الرغم من أن الاشتباكات هدأت نسبيًا، فقد بقيت قوات الحكومة تحاصر المدينة. وأكد أهالي السويداء أن تدفق المساعدات كان محدودًا، واصفين الوضع بالمحاصرة.
ووصلت القافلة إلى المدينة عبر الطريق الرئيسي، حاملة مساعدات من الأمم المتحدة بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. وأضافت قناة الإخبارية السورية الرسمية أن القافلة شملت 18 شاحنة محمّلة بسلال غذائية، ومواد تنظيف، ومصابيح تعمل بالطاقة الشمسية.
من جانبه، حذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا آدم عبدالمولى، في بيان الأسبوع الماضي بعد زيارته للسويداء، من أن النظام الصحي “تحت ضغط شديد”، مع نقص حاد في الأدوية الأساسية مثل الإنسولين، ومواد الغسيل الكلوي، وعلاجات السرطان.
وأضاف البيان أن أسعار السلع الأساسية ارتفعت بشكل كبير، مع انتظار العائلات في طوابير طويلة للحصول على الوقود والمواد الضرورية. وأكد أن “المساعدات الإنسانية وحدها لا تستطيع حل هذه التحديات، واستعادة تدفق آمن وموثوق للسلع التجارية أمر بالغ الأهمية لتثبيت الوضع ومنع المزيد من التدهور.”
أعلنت وزارة الداخلية السورية أمس أنها استكملت الخطوات الأخيرة لتأمين طريق دمشق السويداء، تمهيدا لفتحه أمام حركة النقل والتجارة، بعد توقفه على خلفية الأحداث التي جرت في محافظة السويداء.
وأكدت الداخلية السورية، في بيان يوم الأربعاء، التزامها الثابت بتلبية احتياجات أهالي السويداء وضمان حرية تنقلهم وتجاوز آثار الأزمة.
ونفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا،الشهر الفائت، صحة الاتهامات المتداولة بشأن فرض حصار على محافظة السويداء، جنوب البلاد، معتبراً أنها "حملة إعلامية مضللة" تقف وراءها "مجموعات خارجة عن القانون" تسعى، حسب قوله، لتحقيق مصالح غير مشروعة.
وقال البابا: "مزاعم فرض الحصار على السويداء من قبل الحكومة السورية محض كذب وتضليل"، مشيراً إلى أن السلطات "فتحت ممرات إنسانية بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية لإدخال المساعدات وتسهيل الخروج المؤقت لمن يرغب من المدنيين".
Today