واشنطن تزيد 250 دولارًا على التأشيرة مع تراجع حاد في أعداد الوافدين

للشهر الخامس على التوالي، تستمر أعداد الوافدين إلى الولايات المتحدة في الانخفاض، لتصل إلى 19.2 مليون زائر حتى الآن، منخفصة بنسبة 3.1% مقارنة بشهر يوليو من العام الماضي.

وقد جاءت هذه النتائج مخالفة للتوقعات، إذ كان من المفترض أن تتجاوز أعداد الزوار السنويين إلى أمريكا في عام 2025 مستوى 79.4 مليون زائر، الذي كان قبل جائحة كورونا.

ويُعتقد أن القرار الجديد سيضيف عقبة إضافية أمام المسافرين من الدول غير المشمولة بالإعفاء من التأشيرة، مثل المكسيك والأرجنتين والهند والبرازيل والصين.

كما سيرفع إجمالي تكلفة التأشيرة إلى 442 دولارًا، ما يجعلها واحدة من الأغلى في العالم، وفقًا لجمعية السفر الأمريكية.

في هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن غابي ريزي، رئيس شركة Altour لإدارة السفر العالمية، قوله: "أي عقبة تضاف على تجربة السفر إلى أمريكا ستؤدي إلى خفض توافد الزوار بنسبة معينة. ومع نهاية الصيف، ستصبح هذه القضية أكثر إلحاحًا، وستضطر الشركات لأخذ الرسوم في الاعتبار عند وضع ميزانيات السفر والمستندات اللازمة".

ومن المتوقع أن ينخفض إنفاق الزوار الدوليين في الولايات المتحدة إلى أقل من 169 مليار دولار هذا العام، مقارنة بـ181 مليار دولار في 2024، وفقًا لمجلس السفر والسياحة العالمي.

تعزيز الصورة السلبية

ويعتقد بعض المراقبين أن رسوم التأشيرة المرتفعة ستعزز الصورة "السلبية" للولايات المتحدة تحت إدارة ترامب، ويخفض من جاذبيتها كوجهة سياحية، حتى مع اقتراب استضافتها لفعاليات كبيرة مثل كأس العالم 2026 والألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس 2028.

وكانت إدارة ترامب قد أعلنت في أوائل أغسطس أنها قد تطلب كفالات تصل إلى 15 ألف دولار لمنح بعض التأشيرات السياحية أو التجارية، وذلك ضمن برنامج تجريبي يسري من 20 أغسطس لمدة عام تقريبًا، في محاولة للحد من تجاوز الزوار مدة تأشيراتهم.

يقول آرون رايان، مدير الدراسات الصناعية في شركة Tourism Economics، التابعة لأكسفورد إيكونوميكس، إن توقعات الشركة في ديسمبر 2024 كانت تشير إلى أن السفر إلى الولايات المتحدة سيترفع هذا العام بنسبة 10% مقارنة بعام 2024، إلا أنه يبدو أن الواقع سيكون عكس ذلك، إذ من المتوقع أن ينخفض بنسبة 3%.

الدول الأكثر تأثرًا بالقرار

ومن المتوقع أن تتأثر الدول في أمريكا الوسطى والجنوبية أكثر من غيرها، فقد زاد السفر من المكسيك إلى الولايات المتحدة بنحو 14% حتى مايو 2025، بينما ارتفعت أعداد الوافدين من الأرجنتين بنسبة 20% ومن البرازيل 4.6% منذ بداية العام.

وبشكل عام، زاد معدل السفر من أمريكا الوسطى بنسبة 3% ومن أمريكا الجنوبية 0.7%، في حين انخفض من أوروبا الغربية بنسبة 2.3%. أما في الصين، فظل عدد الوافدين منخفضًا منذ الجائحة.