"شمال بلا حماية".. تقرير يكشف إهمال الحكومة الإسرائيلية لسكان الحدود في مواجهة حزب الله

رغم عودة غالبية النازحين الإسرائيليين إلى قرى الشمال، لا يزال ملف المواجهة مع حزب الله، وطريقة تعامل الحكومة مع سكان تلك المناطق من 8 أكتوبر 2023 إلى 27 نوفمبر 2024، حاضرًا بقوة في المشهدين السياسي والإعلامي.
إذ لم يعد يُنظر إلى القضية على أنها مجرد معيار لتقييم أداء الحكومة خلال فترة زمنية محددة فحسب، بل بات البعض يضعها في إطار أوسع، يرون أنه يعكس إهمالاً صريحًا للمجتمعات الحدودية وتهميشًا متعمدًا لقضاياها.
نزوح 60 إلى 80 ألفًا
وقد وجّه المراقب الحكومي الإسرائيلي متنياهو إنجلمان اتهامات إلى الحكومات ورؤساء الوزراء المتعاقبين، وأبرزهم بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى وزراء الدفاع يوآف غالانت وإسرائيل كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بتجاهل احتياجات سكان الشمال قبل وأثناء وبعد تعرضهم لنيران حزب الله.
فخلال معظم فترة الحرب، تم إجلاء ما بين 60,000 و80,000 من سكان الشمال من قراهم، كما دُمّرت أجزاء كبيرة من قرى مثل المطلة والمنارة وغيرها.
وقد سعى حزب الله إلى توظيف هذه الجبهة التي فتحها بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، والذي سُمي بـ"طوفان الأقصى"، للضغط على الحكومة الإسرائيلية، وجرّ الجيش إلى معركة استنزاف كان يُعتقد أنها ستقصّر من أمد الحرب في غزة.
واستفاد الحزب في تلك الفترة من هشاشة التجهيزات الأمنية لسكان قرى الشمال، علماً أن تهديد حزب الله - وفق التقديرات الإسرائيلية - كان يفوق تهديد حركة حماس، ومع ذلك لم تحظ تلك القرى سوى بعدد محدود من الغرف الآمنة والمحصنة.
بطء في إعادة الإعمار
ويحمّل إنجلمان نتنياهو المسؤولية الأكبر في هذا السياق، مشيرًا إلى أنه رغم توقيع اتفاق التهدئة مع لبنان في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استغرقت الحكومة عدة أشهر لبدء عمليات إعادة الإعمار، وما تزال هذه العمليات في العديد من المجتمعات متأخرة جدًا عن الجدول الزمني المتوقع.
ولم يستثنِ المراقب رئيسي الوزراء السابقين نفتالي بينيت (يونيو/حزيران 2021 - يونيو/حزيران 2022) ويائير لابيد (يونيو/حزيران 2022 - ديسمبر/كانون الأول 2022) من سهام نقده.
كما حمّل المسؤولية لعدد من وزراء الدفاع الذين تعاقبوا خلال هذه الفترة، بما فيهم يوآف غالانت، الذي شغل المنصب من يناير/كانون الثاني 2023 إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
سموتريتش لم يعقد اجتماعات كافية
واتهم المراقب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالتقاعس عن أداء دوره في معالجة قضايا سكان الشمال، والتي كلّفه بها رئيس الوزراء، مؤكدًا أنه كان نادرًا ما يعقد اجتماعات لفريق العمل، بل ونادرًا ما حاول تنفيذ أيٍ من مبادراته.
يذكر أن سموتريتش كان قد زعم أنه واجه معوقات قانونية وبيروقراطية عديدة أعاقت عمله، مما جعله يفتقر إلى السلطة الكافية لمعالجة الوضع كما ينبغي.
عودة 95% من طلاب المناطق الشمالية إلى قراهم
وكانت قد أفادت تقارير إعلامية بعودة 95% من طلاب المناطق الشمالية إلى قراهم مع بدء العام الدراسي في إسرائيل يوم الإثنين.
وقد توجّه قائد المنطقة الشمالية في الجيش، رافي ميلو، برسالة إلى طلاب تلك المناطق قائلًا: "أيها الأطفال الأعزاء، أنتم أبطال الغد، أنتم جيل المستقبل.. باسمي، وباسم كل جندي تحت قيادتي، سنواصل السهر على أمنكم وسلامتكم وضمان عدم المساس بالوضع الراهن. إن العودة إلى الوطن وبدء العام الدراسي، حتى في ظل الحرب، مصدران للفخر والاعتزاز. وهما دليل على القوة والصمود والروح التي لا تُقهر".
حزب الله يلوّح بالعودة عن التزاماته في اتفاق 1701
في الجانب الآخر، يتعرض حزب الله لضغوط مكثفة من الداخل والخارج على حد سواء، خاصة بعد قرار الحكومة اللبنانية في مطلع أغسطس/آب الماضي بنزع سلاحه.
وقد أشارت وسائل إعلام مقربة من الحزب إلى أنه قد يتراجع عن التزاماته المتعلقة بالانسحاب إلى ما وراء خط الليطاني، وهو أحد الشروط الأساسية لاتفاق الهدنة المستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، في حال استمرت إسرائيل في انتهاكاتها لوقف إطلاق النار ولم تُقدّم ضمانات أمنية فعلية للبنان كما وعد الموفد الأمريكي توماس برّاك.
Today