الجيش الإسرائيلي يعاني.. تأخر في التحاق جنود الاحتياط ونقص في الجرافات

بحسب تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن إحاطة إعلامية للجيش الإسرائيلي، الأربعاء، قد أوضحت أن جنود الاحتياط في الجيش يتوافدون للمشاركة في أحدث استدعاءات اجتياح مدينة غزة، ولكن على الأرجح بأعداد أقل وأبطأ من الاستدعاءات السابقة.
ورفضت مصادر في الجيش الإفصاح للصحيفة عن الأعداد والنسب المئوية الفعلية خلال الإحاطة.
أرقام "غير مثيرة للإعجاب"
بدلاً من ذلك، قالوا إنهم سيقدمون تحديثًا لهذه الأعداد في نهاية الأسبوع، مشيرين إلى أن الاستدعاء تدريجي وممتد على عدة أيام، ولكن أيضًا إلى أن الأعداد الأولية "لم تكن مثيرة للإعجاب" لدرجة أن الجيش يرغب في التركيز على هذه القضية حتى يتمكن من تحديد العدد الأقصى للملتحقين.
في كثير من الأحيان، خلال الاستدعاءات السابقة، كان الجيش يُسارع في الإعلان عن الأعداد والنسب المئوية الأولية لإظهار فخره حتى بالاستجابة المبكرة، كما أن معظم جنود الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم هم في دورتهم الخامسة أو السادسة من الخدمة منذ بداية الحرب.
في حين لا تزال بعض وحدات الاحتياط تتمتع بنسب نجاح عالية جدًا في التجنيد تتراوح بين 80% و90%، فقد انخفضت هذه النسب في وقت سابق من عام 2025 إلى 50%-70%، إذ سئم الكثيرون من الحرب، بحسب تقرير الصحيفة العبرية.
وأثّرت الخدمة الطويلة سلبًا على عائلاتهم وعملهم ودراستهم، وأصبح آخرون معارضين سياسيًا لمواصلة القتال، رافضين إنهاء الحرب بصفقة رهائن.
نقص في طراز من الجرافات
بالإضافة إلى ذلك، أقرّ الجيش الإسرائيلي بأن عدد جرافات D-9 العاملة التي يمتلكها في العمليات الأخيرة انخفض تقريبًا إلى حوالي نصف ما كان عليه في بداية الحرب، على الرغم من أن الجيش يبذل جهودًا حثيثة لشراء جرافات D-9 جديدة.
نظرًا لانخفاض عدد جرافات D-9 العاملة، إما بسبب الإفراط في العمل أو التعرض لكمائن حماس، يستخدم الجيش الإسرائيلي الآن جرافات أصغر حجمًا بشكل أساسي لاستطلاع وتدمير المباني التي يخرج منها مقاتلو حماس.
مع ذلك، أفادت مصادر متعددة في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست" أن المعارك في مدينة غزة ستواجه مشاكل فريدة من نوعها مع المباني الشاهقة.
إذ لا تستطيع جرافات D-9 هدم مثل هذه المباني، وهي مشكلة نجح الجيش الإسرائيلي في تجنبها طالما لم يُبقِ جنوده فترات طويلة في مدينة غزة.
على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي غزا أجزاءً من مدينة غزة ست مرات، إلا أنه حتى الآن كان يقضي فترات قصيرة هناك لاستهداف عناصر محددة من حماس، ثم يغادر.
بموجب خطة الاحتلال الحالية لمدينة غزة، سيحتاج جنود الجيش الإسرائيلي إلى البقاء على المدى الطويل، مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المجلس الوزاري المصغر وافق على مقترح السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.
وبحسب المعلن من مكتب نتنياهو، تهدف الخطة الجديدة إلى تفكيك حركة حماس بالكامل ووقف نفوذها العسكري والإداري في القطاع، واستعادة الأسرى المحتجزين، وإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة وإحكام السيطرة الأمنية، وأخيرا إنشاء إدارة محلية مدنية جديدة في القطاع ليست خاضعة لسيطرة حماس أو السلطة الفلسطينية.
يوم الثلاثاء، كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن التوتر بين القيادتين العسكرية والسياسية تصاعد بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر سياسية أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عارض قرار تنفيذ الهجوم الموسع على مدينة غزة خلال اجتماعين للمجلس الأمني المصغر "الكابينت".
وركز زامير خلال تلك الاجتماعات على المخاطر المحتملة على الجنود الأسرى لدى حركة حماس وعلى الجنود في الميدان، وحث الوزراء على النظر بمقترح وقف النار الذي قدمه الوسطاء وقبلته حماس.
Today