إسرائيل أمام لحظة حرجة.. تململ بين جنود الاحتياط وصورتها تهتز في الولايات المتحدة

في مقابلة مع صحيفة "ديلي كولر" اليمينية، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دهشته من تراجع الدعم لإسرائيل بين الجمهوريين، قائلاً إن إسرائيل كانت تمتلك أقوى جماعة ضغط في الكونغرس لم يرَ مثلها من قبل، لكنها خسرت جزءًا كبيرًا من حضورها وتأثيرها. وأضاف: "كان لديهم سيطرة كاملة على الكونغرس، والآن لم تعد موجودة، أنا مندهش لرؤية ذلك".
هذا التراجع يوازيه خطاب جديد داخل الحزب الجمهوري نفسه، حيث يهاجم سياسيون من أقصى اليمين مثل مارجوري تايلور-غرين، ومعلقون بارزون مثل تاكر كارلسون، فكرة استمرار الإنفاق الأمريكي غير المشروط على إسرائيل، معتبرين أنه يتناقض مع شعار ترامب الأشهر "أمريكا أولاً".
وعززت الأرقام بدورها هذا الانطباع، فقد كشف استطلاع جديد لجامعة "كوينيبياك" أن 60% من الأمريكيين يعارضون إرسال أسلحة لإسرائيل، مقابل 32% فقط يؤيدون ذلك. هذه النسبة هي الأعلى في تاريخ معارضة المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ أن بدأ طرح هذا السؤال في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، بعيد هجوم السابع من أكتوبر.
تململ في صفوف الاحتياط
على صعيد آخر، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديًا داخليًا لا يقل أهمية، فبينما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في آب/ أغسطس أن المجلس الوزاري المصغر أقر خطة للسيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل، باشر الجيش الأسبوع الماضي باستدعاء 60 ألف جندي احتياط، يشكلون نحو 70% من قوته القتالية، إلا أن وتيرة التجاوب بدت متراجعة.
يسعى عدد متزايد من الجنود إلى التهرّب من العودة، مبررين ذلك بالمرض أو الإصابة أو المخاوف العائلية والمهنية. بل إن حركة "جنود من أجل المخطوفين"، التي تضم جنود يرفضون العودة إلى الخدمة، أعلنت بوضوح أن مقاتليها لن يشاركوا مجددًا في غزة، ووصفت العملية المقبلة بأنها "غير قانونية" وتعرض الجنود والأسرى والمدنيين للخطر.
وقد لفتت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقريرها الأخير إلى أن الاستجابة لعمليات الاستدعاء باتت أبطأ وأقل عددًا مما كانت عليه سابقًا. ففي الماضي كان الجيش يسارع إلى الإعلان عن نسب مرتفعة تراوحت بين 80% و90% لإبراز "الالتزام الوطني"، ولكن خلال عام 2025 تراجعت هذه النسب إلى حدود 50%-70%.
السبب، وفق الصحيفة، يعود إلى الإجهاد الذي خلفته حرب طالت زمنًا أبعد من المتوقع، وما ترتب عليها من ضغوط كبيرة على العائلات والعمل والدراسة، إضافة إلى بروز مواقف رافضة لدى بعض الجنود حيال استمرار القتال، متمسكين بخيار إنهاء الحرب عبر صفقة تبادل للرهائن.
Today