بعد رحيل جورجيو أرماني: ما مصير إمبراطورية الأزياء التي بناها؟

على مدى خمسة عقود، نجح جورجيو أرماني في تحويل اسمه إلى رمز عالمي للأناقة، محافظًا على استقلالية شركته ورؤيته التي أثرت بشكل كبير في عالم الموضة.
وأسس أرماني شركته الشهيرة في السبعينيات مع شريكه الراحل سيرجيو غاليتي، وحافظ على سيطرته الكاملة على الجوانب الإبداعية والإدارية للشركة حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
إرث بلا وريث
لم يترك أرماني أطفالًا، ما يطرح أسئلةة حول مستقبل شركته التي حققت إيرادات بلغت 2.3 مليار يورو في 2024، رغم تراجع الأرباح نتيجة الركود في قطاع الأزياء.
ويؤكد خبراء الأعمال أن المجموعة ما تزال جذابة للاستثمار، لكن أي استحواذ يبدو بعيد المدى، بحسب ماريو أورتيلي، الشريك الإداري لشركة Ortelli&Co، الذي وصف أرماني بأنه صاحب رؤية واضحة وأسلوب فريد جعل علامته التجارية من بين الأكثر شهرة عالميًا.
وأسس الراحل مؤسسة أرماني عام 2016 لحماية أصول الشركة وضمان استمرارها وفق رؤيته. وتهدف المؤسسة إلى تسهيل التعاون بين الورثة، ومنع أي استحواذ خارجي أو تقسيم للشركة.
كما أعد أرماني قوانين داخلية جديدة للشركة، ستدخل حيز التنفيذ بعد وفاته، تحدد أسس الحوكمة، وتشترط نهجًا حذرًا تجاه الاستحواذات، وتقسم رأس المال إلى فئات متعددة ذات حقوق تصويت مختلفة، مع وضع قيود على أي اكتتاب في البورصة لمدة خمس سنوات على الأقل.
وعلى الرغم من صغر حجم الشركة مقارنة بعمالقة الأزياء مثل LVMH أو Kering، ركز أرماني على تطوير استثمارات استراتيجية، شملت تجديد المتاجر الرئيسية في نيويورك وميلانو وباريس، وإدارة التجارة الإلكترونية داخليًا.
وتمثل أوروبا حوالي نصف إيرادات الشركة، بينما تساهم الأمريكيتان وآسيا والمحيط الهادئ بنحو خمس كل منهما. وبلغ صافي النقد 570 مليون يورو بنهاية 2024.
انتقال القيادة.. خطوة محسوبة
أكد أرماني في آخر مقابلة له مع Financial Times أنه يخطط لنقل المسؤوليات تدريجيًا إلى أقرب معاونيه وأفراد العائلة لضمان استمرار العمل دون أي اضطرابات.
وستحتاج الشركة لشغل منصبي الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة، مع ترشيحات محتملة من كبار الموظفين القدامى مثل جوزيبي مارسوكي ودانييلي باليسترازي. وعلى الصعيد الإبداعي، تلعب ابنة أخيه سيلفانا دورًا محوريًا في تصميم مجموعات النساء، بينما تعاون ليو ديل أوركو مع أرماني في مجموعات الرجال، ما يجعل تشكيل الهيكل الإبداعي الجديد مهمة دقيقة وحساسة.
وتهدف سياسات المؤسسة والقوانين الداخلية إلى حماية الهوية الإبداعية للشركة، مع توزيع السلطات بين الورثة والمديرين المقربين، وضمان اتخاذ قرارات استراتيجية متأنية، بما في ذلك أي استحواذات أو اكتتابات محتملة.
وبهذه الإجراءات، يضمن أرماني أن تظل مجموعته رمزًا للأناقة الإيطالية المستقلة والفاخرة، محافظة على إرثه وأسلوبه الفريد الذي امتد عبر خمسة عقود وأثر بشكل كبير في عالم الموضة عالميًا.
Today