قمة الدوحة الطارئة.. بين مخرجات البيان الختامي ومستقبل الدور القطري في الملف الفلسطيني

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، قمة عربية - إسلامية طارئة، تجمع قادة ومسؤولين من دول عربية وإسلامية، للبحث في الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف، الأسبوع الماضي، مسؤولين من حركة حماس في الأراضي القطرية - الدولة الخليجية التي لطالما نأت بنفسها عن الصراعات المباشرة، واشتهرت بدورها الوسيط في النزاعات الإقليمية.

وسبق القمة اجتماع مغلق عقده وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، الأحد، في الدوحة، لمناقشة مسودة البيان الختامي الذي سيُعرض على القادة لاعتماده.

وكشفت وكالة "رويترز" أنها حصلت على مقتطف من مشروع القرار، يحذر من أن "الهجوم الإسرائيلي الوحشي على قطر واستمرار إسرائيل في أفعالها العدائية، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والحصار والأنشطة الاستعمارية وسياسات التوسع، يهدد آفاق السلام والتعايش في المنطقة".

وبحسب المسودة التي أعدّها وزراء الخارجية، فإن هذه الأفعال "تهدد كل ما تم تحقيقه على طريق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقات الحالية والمستقبلية". 

قطر بين الوساطة والاختبار السياسي

وتضع القمة قطر، التي اضطلعت خلال العامين الماضيين بدور بارز في التوسط بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب في غزة، أمام اختبار سياسي حرج بشأن مستقبل دورها في الملف الفلسطيني. فقد استضافت الدوحة مراراً جولات تفاوض غير مباشرة بين الطرفين، لم تُفضِ إلا إلى هدنتين موقتتين، دون التوصل إلى حل دائم.

ورغم الهجوم الإسرائيلي، أكد رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الأحد، أن الإجراءات الإسرائيلية "لن توقف جهود الدوحة للوساطة مع مصر والولايات المتحدة"، معتبراً أن "ما يشجع إسرائيل على الاستمرار في هذا النهج هو صمت، بل بالأحرى عجز المجتمع الدولي عن محاسبتها".

وكان أحد أفراد قوات الأمن الداخلية القطرية من بين القتلى في الهجوم الذي وقع في 9 سبتمبر، والذي تقول حماس إنه أسفر عن مقتل خمسة من أعضائها، دون استهداف قيادتها العليا.

حضور رفيع المستوى

أكدت إيران مشاركة رئيسها، مسعود بزشكيان، في القمة، كما أكد العراق مشاركة رئيس وزرائه، محمد شياع السوداني.

وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيحضر الاجتماع، فيما وصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى الدوحة مساء الأحد. 

الفصائل الفلسطينية تطالب بـ"مواقف حاسمة"

 عشية انعقاد القمة، وجّهت الفصائل الفلسطينية رسالة إلى المجتمعين، طالبت فيها بـ"مواقف حاسمة"، ودعت إلى "استخدام كل أوراق الضغط العربية، بما فيها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، واستخدام سلاح النفط، وفرض عقوبات عربية متكاملة على دولة الاحتلال". 

إسرائيل تتمسك بموقفها

 تواجه إسرائيل اتهامات واسعة النطاق بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وذلك خلال حملتها المستمرة منذ ما يقرب من عامين في القطاع، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص وفقاً للسلطات المحلية. 

وتنفي إسرائيل هذا الاتهام، مستندة إلى حقها في الدفاع عن النفس بعد هجوم مسلحي حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر وفقاً للأرقام الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص وأسر 251 رهينة. 

ورداً على الإدانة الدولية، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الضغط على قطر، محذراً الأربعاء: "عليها إما طرد مسؤولي حماس أو تقديمهم للعدالة، لأنه إذا لم تفعلوا ذلك، فسنفعل نحن".

وأضاف السبت أن التخلص من قادة حماس المقيمين في قطر "سيزيل العقبة الرئيسية أمام إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب".

واتهمت قطر إسرائيل بإفساد فرص السلام، ووصفت نتنياهو بأنه يمارس "إرهاب الدولة". 

ترامب: قطر حليف كبير

في تصريح لافت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين، الأحد، رداً على سؤال حول رسالته لنتنياهو بشأن الضربات الإسرائيلية على قطر: "على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية"، مشيراً إلى أن "قطر حليف كبير للولايات المتحدة. الكثير من الناس لا يعرفون ذلك".

وأضاف ترامب أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "شخص رائع" يحتاج إلى "علاقات عامة أفضل"، لأن الناس يتحدثون عن قطر بشكل سلبي، وهو ما "يجب ألا يحدث"، حسب قوله، لأنها "حليف كبير جداً"، و"على إسرائيل والجميع أن يكونوا حذرين عندما نهاجم الناس".

وكشفت "جيروزاليم بوست"، الأحد، أن إدارة ترامب تجري جولة جديدة من المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والقطريين في محاولة لاستئناف المفاوضات المتوقفة حول اتفاق إطلاق سراح الرهائن.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، زار رئيس الوزراء القطري واشنطن، حيث التقى ترامب ونائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف.

وبحسب مصدرين مطلعين، شدد المسؤولون الأمريكيون على الحاجة إلى "إيجاد مسار مناسب" لاستئناف المفاوضات.

الإمارات تستدعي القائم بأعمال السفير الإسرائيلي

وكانت الإمارات العربية المتحدة، الأكثر بروزاً بين الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل عام 2020 بموجب اتفاقيات أبراهام، قد استدعت يوم الجمعة القائم بأعمال السفير الإسرائيلي لديها، بسبب الهجوم والتصريحات اللاحقة لنتنياهو، والتي وصفتها بأنها "عدائية".

ووصفت الإمارات استقرار قطر بأنه "جزء لا يتجزأ من الأمن والاستقرار لدول مجلس التعاون الخليجي"، الذي يضم أيضاً المملكة العربية السعودية، التي أعلنت أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون إنشاء دولة فلسطينية.