الولايات المتحدة والصين تقتربان من اتفاق بشأن "تيك توك" في محادثات مدريد

قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الولايات المتحدة والصين تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن تطبيق "تيك توك"، مع استئناف جولة جديدة من المحادثات في مدريد الاثنين، تهدف إلى معالجة التوترات التجارية بين البلدين.
وأضاف بيسنت أن عدم التوصل إلى اتفاق حول بيع "تيك توك" من جانب الشركة المالكة الصينية "بايت دانس" لن يؤثر على العلاقات الثنائية، قائلاً: "العلاقات ما تزال جيدة على أعلى المستويات".
تفاصيل المحادثات
انعقدت المحادثات في قصر "سانتا كروز"، مقر وزارة الخارجية الإسبانية، في إطار الجولة الرابعة خلال أربعة أشهر بين وفدي البلدين. واستمرت الجلسة الأولى يوم الأحد نحو ست ساعات دون مؤشرات على اختراق كبير. وأوضح بيسنت أن تقدماً تحقق بشأن التفاصيل الفنية، لكن التوصل إلى حلول لبقية الملفات سيكون "تحدياً".
وقال: "الوفد الصيني جاء بمطالب كبيرة، وسنرى ما إذا كان يمكن الوصول إلى اتفاق. لن نضحي بالأمن القومي من أجل تطبيق تواصل اجتماعي". وأشار مسؤول أميركي إلى أن النقاشات تركزت على ملفات "تيك توك" والرسوم الجمركية والاقتصاد.
وأكد بيسنت أن تمديد المهلة الخاصة ببيع "تيك توك" سيعتمد إلى حد كبير على نتائج محادثات الاثنين. من جانبه، قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير إن الجانب الصيني ينظر إلى صفقة "تيك توك" باعتبارها مرتبطة بمجموعة ملفات أخرى، منها الرسوم الجمركية وإجراءات متراكمة على مدى سنوات، مضيفاً أن واشنطن "ليست في موقع يسمح بإلغاء كل تلك الإجراءات دفعة واحدة".
خلفية الخلافات
التقى الوفدان، برئاسة بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ، في عدة مدن أوروبية منذ مايو/أيار الماضي، سعياً لتجاوز الخلافات التي تفاقمت بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع الرسوم على الواردات الصينية، ورد بكين بفرض رسوم مماثلة وتعليق صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.
وكانت آخر جولة قد عُقدت في ستوكهولم يوليو/تموز الماضي، حيث اتفق الطرفان على تمديد هدنة تجارية مدتها 90 يوماً شملت خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كبير، واستئناف صادرات المعادن النادرة.
التوقعات والآفاق المقبلة
يرى خبراء أن فرص تحقيق اختراق كبير في مدريد ضعيفة، مرجحين أن يتم تمديد المهلة الممنوحة لـ"بايت دانس" لبيع عملياتها في الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في 17 سبتمبر/أيلول، أو مواجهة الحظر.
وقال وليام راينش، المستشار التجاري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن "هذه المحادثات تهدف أساساً إلى تمهيد الطريق لاجتماع محتمل بين الرئيسين ترامب وشي جين بينغ"، معتبراً أن أي تقدم ملموس لن يتحقق قبل عقد لقاء مباشر بينهما.
وأشار إلى أن بكين قد لا توافق على هذا اللقاء إلا بعد ضمان نتائج محددة، خصوصاً فيما يتعلق بتخفيف القيود الأميركية على صادرات الرقائق والسلع التكنولوجية المتقدمة.
خطوات مقبلة
أخطرت السفارة الصينية في مدريد الصحفيين بإمكانية عقد مؤتمر صحفي ختامي بعد ظهر الاثنين، ما قد يشير إلى قرب انتهاء المفاوضات.
وسبق أن امتدت بعض الجولات حول ملفات أكثر تعقيداً، مثل شحنات المعادن النادرة في لندن، إلى ثلاثة أيام. ومن المقرر أن يتوجه بيسنت إلى لندن الثلاثاء للقاء وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز، قبل زيارة الدولة التي يبدأها الرئيس ترامب إلى المملكة المتحدة ولقائه الملك تشارلز يوم الأربعاء.
Today